محمد الحربي من بريدة

الرمال الذهبية.. 18 مليون ريال عائدات تجمعات الشباب 9

كل ذلك في نفود المانعية الواقعة شرق المذنب (20 كيلو مترا)، التي باتت مناسبة موسمية يحضرها الآلاف من جميع المناطق.

من يشاهد الجموع التي زحفت باتجاه «نفود المانعية» الواقعة 20 كيلو مترا شرقي المذنب يعلم أننا موعودون بمشاهدة ممتعة وسط نفود «صعافيق» التي تلفت انتباهك منحدراتها الخطرة وجمال رمالها بشكل يجعل قائد المركبة يجول ببصره بعيدا عن الطريق معها يضطر من يركب بجانب السائق أن يردد دوما «انتبه الطريق».

ويتضح مدى ما حققه وجود منتزه المانعية في المنطقة من فائدة كبيرة زحام في محطات الوقود وفي المطاعم وفي محال بيع الحطب في كل جهة من جهات المذنب.

قبل نحو عشر سنوات كانت «الاقتصادية» قد أجرت تحقيقا حول التطعيس وكيف كان ينظر الآباء لأبنائهم ممن يمارس تلك الهوية، حتى مشاهير «المرهمين» كانوا محبطين في تلك الفترة لعدم وجود سباقات تضم محبي القيادة في النفود أو هواة صعود الكثبان الرملية بالسيارات المرهمة.

في هذا اليوم اختلف وبشكل جذري فهم يحظون برعاية الأمير فيصل بن بندر أمير القصيم الذي قضى نهاية إجازة يوم الجمعة في منتزه المانعية وسط النفود، كما قامت أول بطولة دولية في المانعية بمشاركة عدد من دول الخليج وفي سباقات متعددة، في حين قامت استثمارات على جانبي الطريق المؤدي إلى الموقع الذي يعيش صخبا طوال فترة الشتاء فهو مقصد محبي الصحراء ومطلب هواة التطعيس ومرهمي السيارات لاختبار ترهيماتهم. إلى التفاصيل:

الرمال الذهبية.. 18 مليون ريال عائدات تجمعات الشباب 10
التجمعات الموسمية

انطلقت الفكرة قبل نحو 14 عاما حينما كان يجتمع عدد من الشباب الهواة في اليوم الثاني من عيد الفطر ليجربوا سياراتهم المعدلة في حين كانت الجهات الأمنية تلاحق المرهمين وهو ما تعد تغييرا في السيارة بغير ما جاء من صانعها الأصلي تطور التجمع ليصبح كبيرا جدا ليصل عددهم إلى 20 ألف متفرج في أيام الأعياد وإجازات نهاية الأسبوع.

ويعد موقع منتزه المانعية الذي تم اختياره من مجموعة من الشباب الهواة بعد تعرض موقعهم السابق إلى تدمير من قبل ملاكه حيث وقع الاختيار على هذا الموقع الذي شرعت بلدية المذنب في تجهيز البنى التحتية له وإيصال بعض الخدمات إلى الموقع وفي شراكة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار لإقامة عديد من المناسبات وبشراكة أيضا مع الاتحاد السعودي للسيارات.

ويرى فهد البليهي، رئيس بلدية المذنب، أن الموقع يعد أحد المعالم المهمة للمحافظة فهو يمثل بيئة صحراوية بتضاريس جميلة يفد إليها عدد كبير من المتنزهين وكذلك محبي رياضة قيادة السيارات المعدلة في تلك البيئة.

وبين البليهي أن هناك أثرا كبيرا تركه وجود المتنزهين في الموقع في محطات الوقود والمطاعم وبعض السلع التي يحتاج إليها المتنزهون، كما أن استثمارات موسمية تقوم على وجود المتنزهين حيث يقضي الغالبية منهم يومين في الموقع خلال إجازة نهاية الأسبوع، كما أن الحركة تكون بشكل أكبر في الإجازات الرسمية وفي الأعياد، وكذلك إجازات منتصف العام فالعدد يتضاعف.

الرمال الذهبية.. 18 مليون ريال عائدات تجمعات الشباب 11
استزراع الغضا والأرطى

وقال البليهي إن البلدية تدرس حاليا بالتعاون مع جهات متخصصة استزراع الغضا والأرطى لوجود تلك النباتات في الموقع حيث ستتم المحافظة على بيئة المكان وتحديد الحركة في هذا الموقع.

ويتحدث فهد البليهي عن قرب اكتمال موقع المانعية الشهير والاستعداد لطرحه للاستثمار، متوقعا أن يتم هذا خلال الانتهاء من دراسة كاملة واكتمال الخدمات في الموقع حيث سيتم طرح الموقع بكامل خدماته والمنافسة عليه، متوقعا أن يشهد تطورا بشكل كبير خصوصا لوجود أعداد كبيرة من الزوار.

وقال «هدفنا من طرحه أمام المستثمرين هو المحافظة عليه واستمرار إقامة عديد من المناشط التي تجذب مزيدا من الزوار، إضافة إلى إقامة حدث سنوي عالمي يكون ذا سمة واضحة لإعطاء هذا الموقع مزيدا من الأضواء».

الرمال الذهبية.. 18 مليون ريال عائدات تجمعات الشباب 12
المرهمات والمعدلات

تغيرت كثيرا الصورة السابقة عن «المرهمات» وعن أبطال الترهيم والذين ليس همهم الوحيد تحقيق نتائج في المسابقات وإنما هم ميكانيكيون يتم تطوير محركات سياراتهم لتكون ذات قوة عجيبة ويكون هناك تحد، فيما بينهم أمام الجمهور الغفير الذي يعد الحكم على بعض السيارات المعدلة أو المرهمات، كما يحلو لهم تسميتها فهم خلال عام كامل يقوم بتصميم سيارته وإضافة عليها بعض المميزات كي تصبح قوية تستطيع المنافسة، فالحكم في مضمار السباق عن تلك المرهمات أو السيارات الوحش والتي تستطيع اختراق الرمال وتسجيل أرقام قياسية.

أحمد علي الصمعاني، أشهر المرهمين وأشهر المعدلين يرى أن الصورة قد انعكست تماما فبعد سنوات تم الاعتراف بهذه الرياضة وتحقق مراد الغالبية من المرهمين وصانعي السيارات الخاصة بحلبات السباق في النفود.

وقال إن عديدا من المرهمين يعملون بأيديهم وبنتائج فكرهم فصناعة سيارة أو ترهيمها بحيث تكون ذات قوة جبارة أمر في غاية السهولة لدى بعض المتخصصين والذين لهم تجارب في الميدان وهو مكلف ماديا في الوقت نفسه.

«السياحة» تدعمها

ويرى حمد آل الشيخ مدير عام البرامج والمنتجات السياحية في الهيئة العامة للسياحة الآثار، أن نجاح فكرة منتزه المانعية يأتي من اهتمام حكومي بفئة الشباب، وبناء على رغبة الهيئة في دعم فعالية لرياضة السيارات، تم اختيار منتزه المانعية ليكون موقعا رئيسيا لرياضة السيارات في القصيم بتوجيه الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير المنطقة اهتماما منه شخصيا بتوفير المناشط والمواقع التي تحتضن الشباب لممارسة هوايتهم.

وكان اختيار أمير القصيم للموقع لتنظيم فعاليات قيادة السيارات في الصحراء (التطعيس) التي أقيمت في بداية عام 1425هـ وحققت تلك الفعالية نتائج أكثر من المخطط لها سواء من استفادة المجتمع حول المنتزه أو إبراز منطقة القصيم كوجهة لسياحة الرياضة أو محافظة المذنب كموقع يحتوي على أهم المواقع لفعاليات التطعيس والسيارات.

ويرى آل الشيخ أن الفعالية التي نظمت في منتزه المانعية في محافظة المذنب باسم قيادة السيارات في الصحراء والتي أقيمت في عام 1425هـ بدعم من الهيئة وإشراف من إمارة المنطقة والهيئة وإسهام المجتمع المحلي والجهات الحكومية في المنطقة ومحافظة المذنب الانطلاقة الحقيقة لرياضة السيارات في المملكة حيث إنها تعد أول فعالية سيارات منظمة ونتج عنها تحول كبير في رياضة السيارات في المملكة على جميع المستويات المجتمعية والحكومية والإعلامية والرياضية.

كما أن تلك الفعالية أسست لمنتزه المانعية ولرياضة السيارات في القصيم، فمن خلال الإعداد الكبيرة التي حضرتها (أكثر من 160 ألف شخص) على مدى خمسة أسابيع، ومن خلال التنظيم الجيد لها والتغطية الإعلامية المتميزة، والمساهمة الكبيرة لمجتمع المذنب، وإعداد المشاركين فيها وحماسها لها، إضافة إلى الاهتمام التي وجدته الفعالية من أمير المنطقة ومن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وغيرها من العوامل أثبتت فعاليات السيارات جاذبيتها وشهدت بعد ذلك رياضة السيارات انطلاقتها خصوصا مع تنظيم رالي حائل وغيره وإنشاء حلبات السباق وتكوين الاتحاد السعودي لرياضة السيارات وصدور موافقة المقام السامي على نظام أندية السيارات.

وبين مدير عام البرامج والمنتجات السياحية في الهيئة العامة للسياحة الآثار، أن اهتمام الهيئة برياضة السيارات وبتلك الفعاليات وغيرها من الفعاليات التي نظمت بعد ذلك مثل رالي حائل المشهور، يأتي من إيمان الهيئة بأهمية فئة الشباب في السياحة المحلية وحاجتهم للمزيد من الأنشطة التي تجتذبهم للاستمتاع برحلات سياحية في المملكة خصوصا عندما تكون مرتبطة بأنشطة تجتذبهم.

والهيئة تعمل مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب والمناطق والمجتمع والقطاع الخاص لتطوير المزيد من الأنشطة والفعاليات الجديدة التي تجتذب الشباب السعودي.

وخلال السنوات الماضية أخذت الهيئة المبادرة في دعم تطوير فعاليات جديدة مثل رياضة القوارب السريعة والدبابات البحرية والزوارق الشراعية والطيران الشراعي والكرة الشاطئية وغيرها.

وأضاف آل الشيخ أن العامل الرئيس لنجاح تلك الفعاليات هو الشباب السعودي سواء المشارك بإبداعه ومهارته وذكائه وسرعة تعلمه لوسائل تساعده على النجاح في المشاركة في تلك الفعاليات، أو من خلال مشاركة الشباب السعودي في تنظيم تلك الفعاليات واحترفه بشكل ناجح جدا في تنظيمها، أو من خلال استمتاع الشباب السعودي بمشاهدة تلك الفعاليات بشكل منظم ومفيد ولا يؤثر في استمتاع الآخرين بها.

وبين آل الشيخ أن الجمهور سبق تفعيل الموقع وعادة يكون الطلب أولا ولكن هنالك حاجة لتحفيز الطلب فحاجة الشباب السعودي لأنشطة ومجالات تناسب رغباته، ولأن الشباب يمثل نسبة كبيرة من المجتمع السعودي فقد اهتمت الهيئة بتنمية رحلات الشباب لمناطق المملكة من خلال المساهمة أو المبادرة من الشركاء الآخرين في تطوير الأنشطة الحالية أو تطوير أنشطة جديدة.

لذا فتجمع الشباب يثبت نجاح السياحة المحلية وقبول المجتمع بكل فئاته للسفر في داخل المملكة متى ما توفرت له العوامل المساعدة.

وفعاليات السيارات أحدها، فإضافة إلى البنية التحتية المتقدمة في المملكة من طرق وخدمات إضافة إلى الأمن والأمان الذي تتمتع به المملكة، تسعى الهيئة إلى توفير عوامل أخرى مثل تطوير قطاع تنظيم الرحلات السياحية، وتطوير قطاع الإيواء، وتطوير الفعاليات والأنشطة الموجه للشباب، وتحفيز الشركاء المسؤولة على تطوير استراحات الطرق،.

كما أن الهيئة تنفيذ مشاريع أخرى لتطوير سياحة الشباب ومن ذلك برنامج «لا تترك أثرا» لتنمية مهارات السائح وبخاصة الشباب للاستمتاع بالرحلات البيئية دون الإضرار بالبيئات الطبيعية.

التضاريس الجغرافية

وتتمتع المملكة بمخزون ضخم من المقومات السياحية ومنها الطبيعية، والصحراء والكثبان الرملية الضخمة في المملكة تعد من أهم مناطق الجذب السياحي في المملكة، وتسعى الهيئة مع شركائها في المناطق والجهات الحكومية والمجتمع والقطاع الخاص إلى تطوير مواقع ومنتجات وبرامج معتمدة على الصحراء، ومنتزه المانعية هو أحد المشاريع التي تضمنتها استراتيجية تنمية السياحة في القصيم واقرها مجلس التنمية السياحية برئاسة أمير المنطقة وأقرها مجلس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والهيئة الآن تعمل على تطوير فكرة مشروع يقام في منتزه المانعية ليكون منتزها لجميع الرياضات الصحراوية وموقع للشباب السعودي والعائلة السعودية للاستمتاع بأوقات مفيدة.

كما أن الهيئة طورت مشروع لإنشاء النزل البيئة في تلك المناطق، إضافة إلى تطوير البرامج السياحية فيها.

كما قامت الجهات المعنية بتحديد مناطق لإقامة الأنشطة الرياضية في المحافظات التي تتمتع بوجود الكثبان الرملية أو يمر بها النفود.

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


Icon سيارات للبيع من أصحابها

مقالات ذات علاقة


برامجنا المميزة

مشاهدة الكل