من الألمنيوم وأبواب أشبه بجناحي طائر النورس تنفتح إلى الأعلى. وكانت هذه الشركة الألمانية أول من أدخلت مثل هذه الأبواب في سيارتها الشهيرة «مرسيدس ـ بنز 300 إس إل» عام 1954 ليكون الملك حسين عاهل الأردن الراحل من أوائل الذين اقتنوها ليشترك بها في العام التالي في سباق للسرعة في لبنان على الطريق الجبلي الموصل بين بيروت ومصيف ضهور الشوير ليفوز فيه بالمرتبة الأولى.

«مرسيدس» تعود بعد 55 سنة لاعتماد أبواب جناحي طائر النورس 5
النموذج الجديد من سيارة مرسيدس «إس إل إس»
«مرسيدس» تعود بعد 55 سنة لاعتماد أبواب جناحي طائر النورس 6
مرسيدس «إس إل إس» فاردة «جناحيها» («الشرق الأوسط»)

وسجلت هذه السيارة نجاحا كبيرا أعطت لـ«مرسيدس» مزيدا من الشهرة على الرغم من أن هذه الأبواب غير عملية في المواقف المزدحمة بالسيارات لصعوبة فتحها. والآن وبعد 55 سنة عادت «مرسيدس» إلى هذا التصميم لتجهز به أيضا سيارتها المتفوقة الجديدة، بعد أن جربتها فترة من الزمن على حلبة السباقات الأكثر خطرا وتعقيدا في العالم، ألا وهي حلبة «نيوربيرغرينغ» التي يبلغ طولها 13 ميلا. وبذلك تفتح فصلا جديدا في تاريخ الشركة العريق، لكون السيارة مركبة فريدة على كافة الصعد.

وهي فعلا المركبة الأولى التي يجري تطويرها من الصفر من قبل مؤسسة «إيه إم جي» التابعة لـ«مرسيدس» والمتخصصة في تطوير الانسيابية والقوة العاليتين، والأداء العالي، والتي حولت الكثير من طرازات الشركة إلى سيارات سريعة يتهافت عليها النجوم وأصحاب الشهرة منذ ستينات القرن الماضي.

ونجح مهندسو «إيه إم جي» بداية من تطوير هيكلها السفلي (شاسي) وصنعه بأكمله من الألمنيوم الخفيف الوزن المستمدة صناعته من تقنية الصناعات الفضائية بحيث لا يتجاوز وزنه 53 رطلا إنجليزيا. وزيادة في تخفيض الوزن صنع نظام التعليق من شوكة مزدوجة من الألمنيوم أيضا. وهناك علبة مسننات (تروس) جديدة سباعية السرعات بقابض مزدوج توفر أربعة أنماط مختلفة من القيادة: نمط بكفاءة اقتصادية، أي عادية، وآخر رياضي، وثالث رياضي مع تعزيز إضافي، ورابع يدوي للقيادة النشطة السريعة جدا عبر دواسة على عمود المقود تعمل باليد.

واللافت على هذا الصعيد أن كل محرك من إنتاج «إيه إم جي» مصنوع بأكمله باليد، ويحمل توقيع الشخص المسؤول عن صنعه. ويعتبر هذا التدبير التفاتة حسنة تذكر مالكي السيارات الفخمة أنه حتى في عصر الإنتاج التجاري الوفير، تبقى محركات بعض السيارات ذات الأداء العالي من عمل صناعيين وحرفيين مهرة، فهذا المحرك الذي تبلغ سعته 6.2 لتر المؤلف من ثماني اسطوانات على شكل V يعمل بالشفط الهوائي العادي. وهو متوفر أصلا في طراز «مرسيدس إي 63» الصالون، لكنه لصالح هذا الطراز الجديد، تعرض إلى نحو 120 تعديلا للحصول على محرك متفوق فعلا بكل معنى الكلمة، وعليه زيدت قوة المحرك من 518 حصانا مكبحيا من طراز «إي 63»، إلى 517 حصانا مكبحيا في المركبة الجديدة لدى دوران المحرك بسرعة 6800 دورة في الدقيقة. أما عزم الدوران فيبلغ 479 رطلا قدم (650 نيوتن متر) لدى دوران المحرك بسرعة 4750 دورة في الدقيقة. وتنطلق السيارة من نقطة الصفر إلى سرعة 62 ميلا في الساعة في 3.8 ثانية، وصولا إلى سرعة قصوى محددة إلكترونيا تبلغ 197 ميلا (317 كيلومترا) في الساعة. ولكون المحرك مركب بشكل منخفض قدر الإمكان على الهيكل السفلي (الشاسيه)، فقد تحسن أيضا مركز الثقل، مما أضفى مرونة كبيرة على السيارة خاصة في المنعطفات. وتبدو السيارة من الخارج استثنائية التصميم أكثر منها جميلة، فقد رغب مهندسوها أن تبدو كلاسيكية بعض الشيء محافظين نوعا ما على المدرسة القديمة في التصميم، مع لمسات جمالية هنا وهناك. ويبدو عرض السيارة بين العجلتين في جانب السيارة والعجلتين في الجانب الآخر واسعا، زيادة في ضمان ثبات السيارة وتوازنها، مع مقدمة عدوانية.

والدخول إلى السيارة والخروج منها لا يخلو من بعض المشقة، خصوصا عند التعامل مع البابين، إذ يتوجب مد الجسم إلى أقصى حد وصولا إلى الباب لغلقه، أو فتحه، حتى بالنسبة إلى الأشخاص طوال القامة. واستخدام محرك كهربائي لهذه الغاية من شأنه إضافة 110 أرطال إنجليزية على وزن السيارة الإجمالي البالغ 1620 كيلوغراما. ونجد داخل المقصورة الفتحات الهوائية المدورة التي تحيط بها حلقات من الألمنيوم المستمدة من طرازات «مرسيدس» في الخمسينات. ولكن باستثناء ذلك فإن كل شيء في السيارة عصري وحديث جدا، لا سيما في ما يتعلق بنظام الوسائط المتعددة، وعجلة القيادة ذات الأناقة المفرطة.

لكن المثير في هذا السياق أن «مرسيدس» تخطط لكي تنتج نسخة كهربائية بالكامل من سيارة «إس إل إس» مستعينة ببطارية من الليثيوم المؤين تدوم شحنتها 140 ميلا، وتتطلب ثماني ساعات من الشحن المتواصل. إلا أن مسألة ما إذا كانت هذه النسخة الكهربائية ستطرح في الأسواق أم لا، فلا تزال غير معروفة. ولكن، في حال إنتاج النسخة الكهربائية تكون «مرسيدس» قد أدخلت منافسا مباشرا لسيارتها الكهربائية الأخرى «تيسلا» الـ«رودستر» (ذات المقعدين) التي تزمع طرحها في الأسواق قريبا.

وسيبلغ سعر هذه السيارة نحو 140 ألف جنيه إسترليني، أو 177310 يوروات في أوروبا (مع احتساب 19 في المائة كضريبة مبيعات) مما يعني خوض مرسيدس غمار منافسة مباشرة مع «فيراري» الجديدة «458 إيطاليا»، و«مكلارين إم بي 4 ـ 12 سي».

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


Icon سيارات للبيع من أصحابها

مقالات ذات علاقة


برامجنا المميزة

مشاهدة الكل