
المربع نت – منذ بداية القرن العشرين بدأت رحلة تأسيس عمالقة السيارات الأمريكية، حيث لم تكن السيارة مجرد وسيلة تنقل في أمريكا، بل تحولت إلى رمز للابتكار والطموح والتغيير الاجتماعي، ففي الوقت الذي كانت فيه فكرة امتلاك سيارة حلمًا بعيدًا لا يجرؤ عليه سوى الأثرياء، ظهرت أسماء جريئة مثل فورد، دودج، شفروليه، وكاديلاك، لتعيد تشكيل العالم بطريقة لم يتوقعها أحد.
ومن مصانع الحديد التقليدية إلى خطوط الإنتاج المتحركة، ومن محركات الاحتراق إلى المركبات الكهربائية الذكية، مرت صناعة السيارات الأمريكية بمحطات تاريخية حولتها إلى قوة عالمية لا يمكن تجاهلها.
الوصول السريع للمحتوى

رحلة تأسيس عمالقة السيارات الأمريكية
ضمن سلسلة مقالات حكايات في عالم السيارات، نروي لكم حكايات وقصص تأسيس أشهر الشركات الأمريكية، بدايةً من عمالقة القرن الماضي وصولًا إلى الجيل الجديد الذي تقوده تسلا، ونسلط الضوء على تاريخ كل شركة باختصار، وكيف بدأت، وما المحطات التي صنعت هويتها في عالم السيارات.
دودج
بدأت قصة دودج في عام 1900، عندما أسس الأخوان جون فرانسيس دودج وهوراس إلجين دودج ورشة في ديترويت لتصنيع قطع غيار المركبات، وفي ذلك الوقت كانت دودج تزود مصانع سيارات أخرى بقطع الغيار.


ثم في عام 1914 دخلت دودج مجال تصنيع السيارات الكاملة، وأطلقت أول سياراتها التي لاقت قبولًا سريعًا بفضل موثوقيتها وجودتها، وخلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، وسعت دودج تشكيلة سياراتها وأضافت ميزات مثل الهياكل الفولاذية الكاملة ومكابح هيدروليكية، ما عزز سمعتها كصانع أمريكي موثوق.
من أبرز ما يميز دودج عبر التاريخ هو انتقالها من مورد قطع غيار إلى صانع سيارات مكتملة، وقدرتها على البقاء والتكيف مع متطلبات السوق الأمريكي، وترك إرث طويل من سيارات العضلات الأمريكية ذات الأداء العالي.
اقرأ أيضًا: شفروليه كورفيت Z06 2026.. أيقونة الأداء الرياضي والتقنيات الحديثة
كاديلاك
نشأت كاديلاك في عام 1902، وسُميت تيمنًا بالمستعمر الفرنسي الذي أسس مدينة ديترويت، وبعد وقت قصير، وعلى يد مؤسسين ومهندسين موهوبين، بدأت كاديلاك إنتاج سيارات فاخرة، وركزت على الجودة، الأداء، والفخامة.


في عام 1909انضمت كاديلاك إلى مجموعة جنرال موتورز (GM)، ما مكنها من موارد أوسع ورافد قوي للتوسع والتطوير، ومن بين أبرز إنجازاتها في عام 1912، قدمت أول سيارة تحمل نظام تشغيل كهربائي، وقد كانت خطوة ثورية حينذاك.
ومنذ ذلك الحين، ترسخت كاديلاك كرمز الفخامة والرقي في السيارات الأمريكية، مع إرث يمتد لأكثر من قرن يُعرف بـ (الفخامة الأمريكية الحقيقية).
شاهد أيضًا:
فورد
تأسست فورد رسميًا عام 1903، وبدأت بيع أول سيارتها وهي طراز (موديل A) في نفس عام التأسيس، ولكن التحول التاريخي الذي صنع فورد وغير صناعة السيارات بأكملها جاء في عام 1908 مع إطلاق فورد (موديل T)، السيارة التي وضعت العالم كله على العجلات لأنها كانت رخيصة، موثوقة، وسهلة الصيانة.


وبحلول عام 1913، قدمت فورد أحد أعظم ابتكارات التصنيع، وهو خط التجميع المتحرك، الذي ساهم في خفض وقت تصنيع السيارة بشكل كبير، وساعد في جعل السيارات متاحة لملايين الأمريكيين، ولكن فورد لم تكن فقط مصنعة سيارات، بل صنعت (الحلم الأمريكي) والذي تمثل في سيارة ميسورة لمتوسط الطبقة، مع تمكين اجتماعي واقتصادي متمثل في امتلاك سيارة لكل عائلة منتجة تقريبًا.
شفروليه
تأسست شركة شيفروليه في عام 1911 على يد السائق والمهندس السويسري لويس شفروليه وأخيه آرثر، وانطلقت كـ علامة طموحة تهدف إلى تصنيع سيارات ذات أداء جيد وسعر متوسط، مما جعلها منافسًا مباشرًا لفورد في السوق الأمريكية.


بعد انضمامها إلى جنرال موتورز، أصبح لدى شيفروليه شبكة توزيع قوية وهيكلة صناعية تدعم تصنيع واسع وانتشار سريع، وخلال عقود مضت تطورت شيفروليه لتصبح من أكثر العلامات انتشارًا في الولايات المتحدة.
لينكولن
تأسست شركة لينكولن في عام 1917 على يد المهندس هنري ليلاند وابنه، بعد أن غادر ليلاند شركته السابقة (كاديلاك) بسبب خلافات مع إدارة جنرال موتورز، وقد أُختير اسم (لينكولن) تكريمًا للرئيس الأمريكي الأسبق آبراهام لينكولن، والذي يعكس طموحًا لتقديم سيارات فاخرة راقية تليق بسمعة اسم كبير.


وخلال الحرب العالمية الأولى، عملت لينكولن في تصنيع محركات طائرات (Liberty V12)، وبعد الحرب، ركزت على السيارات الفاخرة، لتصبح رمزًا للرقي والفخامة في السوق الأمريكي، خاصة لمن يبحث عن راحة ورفاهية في القيادة.
شاهد أيضًا:
كرايسلر
ظهرت كرايسلر رسميًا في عام 1925، وتحمل الشركة قصة تعود أعمق من ذلك قليلاً، حيث بدأت مع بداية عام 1924، وقت أن قدمت أول سيارة تحمل اسم كرايسلر وهي طراز 70، سيارة بـ6 أسطوانات تحمل مواصفات متقدمة في وقتها.


بحلول عام 1927، أضحت كرايسلر واحدة من أبرز الشركات الأمريكية من حيث المبيعات، مع طرازات متنوعة وسلسلة إنتاج قوية، إلى جانب مساهمتها في ترسيخ مفهوم (السيارة المتوسطة الفخمة) في أمريكا، توازن بين الأداء والسعر.
جيب
على الرغم من أن الاسم “جيب” معروف اليوم للجميع، إلا أن بدايته كانت في أوقات الحرب، فـ في عام 1941 تم اعتماد أول سيارة جيب رسمياً لتكون مركبة عسكرية متعددة الاستخدامات لخدمة الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية.


بعد الحرب، تحولت جيب من مركبة عسكرية إلى رمز للمغامرة والحرية، وفي أواخر الأربعينيات، أنتجت سيارة مدنية تُدعى CJ، وبدأت رحلة (Jeep) في الأسواق المختلفة تحمل اشادات قوية لقدرتها على الطرق الوعرة، وموثوقيتها العالية.
وفي الستينيات كانت جيب من أوائل من قدموا سيارات دفع رباعي وتحولت إلى علامة تُرمز للمغامرة والسفر، وحافظة على إرثها الممتد منذ أربعينات القرن الماضي.
تسلا
أُسست شركة تسلا في عام 2003 بهدف إنتاج سيارات كهربائية عالية الأداء، وقد كانت رؤية شبه جريئة وقتها، وبعد عام واحد انضم إلى الشركة المستثمر والمبتكر الشهير إيلون ماسك، الذي أضاف قوة مالية واستراتيجية دفعت تسلا نحو التوسع السريع، فيما أطلقت تسلا أول سيارة رياضية كهربائية في عام 2008، وبعدها توسعت تسلا وأطلقت طرازات مثل (موديل 3 وS وX)، محققة قفزة نوعية في صناعة السيارات الكهربائية.

وقد شكلت الشركات الأمريكية التي تأسست بين بداية القرن العشرين وخلاله مثل (فورد، دودج، شفروليه، كرايسلر، كاديلاك، لينكولن، جيب) أساس (الثقافة الأميركية للسيارة)، وفي الألفية الجديدة مع تسلا، فقد شهدنا ثورة من محركات احتراق داخلي إلى كهرباء، من سيارات بنزين تقليدية إلى سيارات ذكية ومستدامة، ومن تصنيع ضخم إلى ابتكار تقني.
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول



















