
المربع نت – من قلب شتوتغارت الألمانية، خرجت لنا تحفة ميكانيكية لا تُقارن، رسمت ملامح الفخامة على مدار أكثر من خمسة عقود، إنها مرسيدس S كلاس (S-Class)، السيارة التي لم تكن مجرد وسيلة نقل، بل كانت دائمًا مرآة للمستقبل، من حيث الأمان، والراحة، والتكنولوجيا الحديثة.
وفي حكاية جديدة ضمن سلسلة حكايات في عالم السيارات، سنغوص معًا في محطات تطور هذه الأيقونة، منذ ولادتها وحتى أحدث أجيالها، لنكتشف كيف أصبحت معيارًا يُقاس عليه عالم السيارات.
الوصول السريع للمحتوى

مرسيدس S كلاس والبداية الحقيقية للأسطورة
منذ إطلاقها لأول مرة في عام 1972 ضمن الجيل W116، رسخت مرسيدس S كلاس مكانتها كرمز للرفاهية والتفوق التقني، قد لا تعرف أن الجذور تعود لأكثر من قرن، لكن كل جيل من نجمة مرسيدس حمل تقنيات سباقة أثرت لاحقًا في صناعة السيارات ككل.

W116 والجيل الأول (1972–1980)
أطلقت مرسيدس الجيل الأول من فئة S وهي W116 رسمياً مع بداية السبعينات بالتحديد عام 1972، وحينها استُخدم الرمز “S” لأول مرة.
تُعتبر أول سيارة إنتاجية مزودة بأنظمة سلامة متقدمة آنذاك مثل (مقود مبطن، حواف نوافذ مطاطية، حزام الأمان ثلاثي النقاط، وتصميم ذكي لتصريف المطر) .



ومع نهاية السبعينات من القرن العشرين، تم تقديم الشكل الأولي لنظام ABS كما نعرفه اليوم في سيارة W116 مرسيدس بنز الفئة S في عام 1978، وأصبح أول نظام فرامل مانعة للانغلاق على العجلات الأربع، وتسبب في ثورة في صناعة السيارات


كما شهد الجيل طراز 450 SEL 6.9 الأسطوري، بمحرك 6.9 لتر، والذي اعتُبر حينها أقوى وأفخم سيارة ألمانية.


عهد الانسيابية والسلامة مع الجيل الثاني W126
ظهر الجيل الثاني من السيارة في عام 1979 كـ بديل للـ W116، حينها دخلت مرسيدس S كلاس مرحلة النضج، وكانت أول سيارة في العالم تقدم وسادة هوائية للسائق في عام 1981، ثم للراكب الأمامي في عام 1987.


وامتازت بتصميم أكثر انسيابية وكفاءة هوائية، وكان لها طرازات بقاعدة عجلات طويلة، وتم بيع أكثر من 892 ألف نسخة من السيارة، مما جعلها واحدة من أنجح سيارات الفئة.


وكان هذا الجيل W126، متوفر بمجموعة متنوعة من محركات البنزين والديزل، وقد تراوحت محركات البنزين ما بين (2.8 و5.6 لتر V8)، بينما تراوحت محركات الديزل ما بين (3.0 و3.4 لتر).


فخامة مطلقة وقوة مهيبة مع الجيل الثالث W140
مع بداية حقبة التسعينات أصدرت مرسيدس الجيل الثالث من أيقونتها S كلاس في معرض جنيف عام 1991، واستمر الإنتاج حتى 1998، وقد لُقب هذا الجيل بـ”الفيل الألماني” وذلك يرجع إلى حجمه الكبير وجرأته في التصميم.


وقد كان هذا الإصدار بمحرك V12 (طراز 600 SEL)، وحظى بتقنيات متقدمة مثل “LINGUATRONIC” للتحكم الصوتي و نوافذ ذات الزجاج المزدوج لعزل الصوت، مع “Parktronic” لـ مساعد الركن، وأبواب Soft Close، ونظام التحكم الإلكتروني في الثبات ESP.
الذكاء الإلكتروني مع الجيل الرابع W220
في عام 1998 قدمت مرسيدس الجيل الرابع من الـS كلاس، وقد تخلت مرسيدس في هذا الجيل عن الضخامة المبالغ فيها لصالح التصميم الانسيابي والتقنيات الذكية، وأصبح أقل حجماً من الجيل الذي يسبقه، مع إضافة التقنيات الإلكترونية .



وكانت أول سيارة S كلاس مزودة بنظام تعليق هوائي AIRMATIC، ومثبت السرعة التكيفي Distronic، ونظام COMAND المتكامل وأستمر إنتاج هذا الجيل حتى عام 2005، ولاحقاً ظهرت نسخ AMG القوية S55 وS65، المزودين بمحركي V8 وV12 على التوالي.
W221 الجيل الخامس جمع بين الذكاء والفخامة
في عام 2006، أُطلق الجيل الخامس من السيارة، وتحولت الـS كلاس إلى سفينة قيادة مليئة بالتقنيات، وقُدمت أنظمة مثل نظام الرؤية الليلية Night View Assist، ومثبت السرعة التكيفي Distronic Plus.



وقد كان هذا الجيل الأكثر مبيعًا في تاريخ الفئة وقتها، وجاءت بتصميم مهيب وهيئة ألمانية أصيلة، وكانت أول S كلاس هجينة (S400 Hybrid) تم إنتاجها في عام 2009.
قفزة في الذكاء والراحة مع الجيل السادس W222
في عام 2013 كشفت مرسيدس عن الجيل السادس بتصميم داخلي فاخر ومواد جديدة، وهنا قفزت الـS كلاس قفزة كبيرة نحو المستقبل بفضل تقنيات مثل Magic Body Control، وأصبحت السيارة تقرأ الطريق أمامها وتعدل نظام التعليق قبل أن تصل إلى أي مطب أو خلل في الطريق.




وقدمت مرسيدس تصميمًا داخليًا ثوريًا بشاشتين عريضتين، ونظام إضاءة LED متطور، ونظام القيادة شبه الذاتية، مع مزايا راحة إضافية مثل (المقاعد القابلة للإمالة، ونظام تدليك مدمج، ونظام ترفيه للمقاعد الخلفية)، مع بنية هيكل جديدة خفيفة من الألومنيوم.
تقنية المستقبل مع الجيل السابع W223
مع الجيل الحالي أصبحت مرسيدس S كلاس أقرب ما تكون إلى حاسوب على 4 عجلات، وقد بدأ إنتاج هذا الجيل في عام 2020، وتم تجهيزه بـ شاشات OLED بقياس 12.8 بوصة مع تقنية الواقع المعزز، ونظام MBUX الجيل الثاني بالذكاء الاصطناعي.



وقد كانت أول سيارة إنتاجية مع وسادة هوائية للمقاعد الخلفية، ونظام توجيه للمحور الخلفي، وقدرة على القيادة الذاتية من المستوى الثالث في بعض الأسواق.
مرسيدس S كلاس أكثر من مجرد سيارة
منذ أكثر من 50 عامًا، لم تكن مرسيدس S كلاس مجرد طراز فخم من المُصنع الألماني، بل كانت حجر الأساس لكل ما نراه اليوم في عالم السيارات الحديثة.
لقد كانت دائمًا أول من يخطو الخطوة، ويجرؤ على التجديد، ويمنح سائقه وركابه شعورًا بأنه في الصف الأول من المستقبل.
شاهد أيضًا:
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول