
المربع نت – في عالم السيارات، لا شك أن واحدة من أهم الابتكارات اللي ساهمت في حماية الأرواح وتقليل الإصابات هي الوسائد الهوائية. ومع مرور السنوات، شهدنا تطور الوسائد الهوائية بشكل كبير، من فكرة بسيطة في الخمسينات إلى أنظمة أمان متقدمة في السيارات الحديثة. هذا المقال يستعرض تاريخ تطور الوسائد الهوائية، من أين بدأت، وكيف تطورت عبر العقود حتى صارت جزء أساسي في كل سيارة تقريباً.
الوصول السريع للمحتوى

البدايات: الفكرة الأولى للوسائد الهوائية
تعود فكرة الوسائد الهوائية إلى الخمسينات، لما بدأ المهندسون يفكرون بطريقة تخفف من صدمة الاصطدام. أول تسجيل لفكرة وسادة هوائية كان في عام 1951 على يد المهندس الأمريكي جون هيتريك، اللي سجل براءة اختراع لنظام يستخدم الهواء المضغوط لنفخ وسادة وقت الحوادث. ومن هنا بدأت أول خطوة في تطور الوسائد الهوائية.

لكن في تلك الفترة، التقنية ما كانت ناضجة، وما كان فيه أنظمة استشعار أو كمبيوترات دقيقة، فظلّت الفكرة حبيسة الورق لعدة سنوات.
السبعينات: أول تجربة فعلية في السيارات
في بداية السبعينات، بدأت بعض شركات السيارات مثل “جنرال موتورز” و”فورد” بمحاولات فعلية لتركيب الوسائد الهوائية في السيارات الفاخرة، لكنها ما لاقت رواج كبير بسبب التكلفة العالية وعدم ثقة المستخدمين في التقنية.

رغم هذا، كانت هذه المرحلة مهمة جدًا في تطور الوسائد الهوائية، لأنها وضعت الأساس لتجارب أكثر تطورًا في العقود اللي بعدها.
الثمانينات: البداية الفعلية للاعتماد على الوسائد الهوائية
مع تطور الإلكترونيات وأنظمة الاستشعار، بدأت السيارات تعتمد على الوسائد الهوائية بشكل أكبر. في عام 1981، قدمت مرسيدس بنز أول سيارة إنتاج مزودة بوسادة هوائية أمامية للسائق كخيار إضافي. وهنا كانت نقطة تحول في تطور الوسائد الهوائية، لأن النظام صار أكثر دقة وأسرع استجابة.

خلال نهاية الثمانينات، بدأت العديد من الشركات الأمريكية واليابانية تقدم الوسائد الهوائية كميزة أساسية في سياراتها.
التسعينات: الوسائد الهوائية تنتشر في السوق
في التسعينات، صار من النادر تلقى سيارة جديدة بدون وسادة هوائية أمامية. ومع تقدم تقنيات الحساسات والتحكم الإلكتروني، أصبح بالإمكان نشر الوسادة في أجزاء من الثانية عند الاصطدام.
وهنا بدأت مرحلة جديدة في تطور الوسائد الهوائية، تم فيها إدخال وسائد جانبية ووسائد لحماية الركبة، بالإضافة إلى أنظمة متعددة المراحل حسب شدة الحادث.

الألفية الجديدة: ذكاء صناعي وتحكم إلكتروني
من سنة 2000 وطالع، دخل الذكاء الاصطناعي وتقنيات الكمبيوتر بشكل أعمق في تصميم أنظمة الأمان. فصارت الوسائد الهوائية تشتغل بناءً على عوامل متعددة مثل وزن الراكب، موضع الجلوس، وشدة التصادم.
هذا يعتبر من أقوى مراحل تطور الوسائد الهوائية، لأنها ما صارت بس مجرد بالونة تنفجر، بل نظام متكامل يحسب اللحظة المثالية للانتشار وكيفية الانتشار بحسب ظروف الحادث.

اليوم: وسائد هوائية في كل زاوية
حالياً، كثير من السيارات تجي مزودة بأكثر من 10 وسائد هوائية، في الأماكن الأمامية، الجانبية، وحتى الخلفية. وفي بعض الموديلات الفاخرة، توجد وسائد هوائية في حزام الأمان نفسه!

وهذا كله نتيجة سنوات طويلة من تطور الوسائد الهوائية، اللي ما كان هدفها إلا رفع مستوى الأمان وتقليل عدد الإصابات والوفيات الناتجة عن الحوادث.
خلاصة تطور الوسائد الهوائية
من خمسينات القرن الماضي وحتى اليوم، قطعنا شوط كبير في تطور الوسائد الهوائية. كانت بالبداية فكرة على ورق، واليوم صارت منظومة أمان ذكية تتفاعل خلال أجزاء من الثانية لإنقاذ الأرواح. ومع استمرار تطور تقنيات السيارات، متوقع أن نشوف مستقبل أكثر أماناً مع وسائد هوائية ذكية تتفاعل مع السائق والركاب بطريقة غير مسبوقة.
تطور الوسائد الهوائية ما هو إلا دليل على أهمية الابتكار في مجال السلامة، وكيف أن فكرة صغيرة ممكن تنقذ ملايين الأرواح على مدى العقود.
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول