
المربع نت – منذ اندلاع التوتر الأخير بين إيران وإسرائيل، ارتفعت أسعار النفط العالمية بأكثر من 7%، وتحركت الأسواق بقلق واضح.
لكن وسط هذه الأحداث السياسية، هناك سؤال مهم داخل كواليس شركات السيارات: هل نحن أمام أزمة حقيقية قد تعطل الصناعة، أم أن ما يحدث مجرد ضغط نفسي مؤقت؟
الوصول السريع للمحتوى

التأثير لم يبدأ بعد.. لكن الشركات تراقب بحذر
حتى الآن، لم تعلن أي شركة كبرى عن تعطيل في الإنتاج أو تغيير في خططها اللوجستية بعد ما حدث بين إيران وإسرائيل، والسبب بسيط:
ما زالت خطوط الشحن مفتوحة، والموانئ تعمل، والأسواق تشتري.
لكن هذا لا يعني تجاهل الخطر.
في صناعة السيارات، الخطر لا يبدأ عندما تنفجر الحرب.. بل عندما تبدأ الحسابات بالتغير:
- هل زادت تكلفة الشحن؟
- هل ارتفع التأمين على البضائع؟
- هل تأخرت الموارد بسبب قيود بحرية؟
هذه الأسئلة بدأت تظهر على طاولة الاجتماعات، خصوصًا في الشركات التي تعتمد على الموانئ الخليجية.
ارتفاع النفط = ضغط على التكاليف
سعر النفط ارتفع أكثر من 7% خلال أسبوع. هذا الرقم لا يبدو مرعبًا، لكنه يُترجم إلى:
- زيادات في تكلفة النقل من المصنع إلى السوق
- ضغط على هوامش الأرباح في السيارات الاقتصادية
- احتمال تأجيل بعض العملاء للشراء، خصوصًا في الأسواق الحساسة

لكن ارتفاع النفط يعكس “قلق السوق” وليس “أزمة حقيقية” بسبب ما دار بين إيران وإسرائيل
لأن الزيادة الأخيرة في الأسعار لم تكن نتيجة تعطيل فعلي لإنتاج النفط أو إغلاق ممرات مثل مضيق هرمز، بل جاءت كرد فعل نفسي في السوق العالمية.
هذا القلق يُترجم إلى ارتفاع في تكاليف النقل والتصنيع، لكنه حتى الآن لم يصل إلى مرحلة التأثير المباشر على خطوط إنتاج السيارات.إذا استمرت الزيادة، كيف ستحافظ الشركات على أسعار تنافسية دون أن تخسر؟
سلاسل التوريد… الحلقة الأضعف
صناعة السيارات مبنية على جدول دقيق في التوريد. أي تعطيل بسيط في مكون واحد – حتى لو كان برغي – قادر على تعطيل خط إنتاج كامل.
وتوترات الشرق الأوسط تضرب في قلب هذه السلاسل، لأن:
- كثير من الشحنات تمر عبر مضيق هرمز الذي قد يغلق بسبب الحرب بين إيران وإسرائيل
- شركات التأمين بدأت تعيد تسعير رحلات الشحن
- الموردون في آسيا وأوروبا يدرسون خيارات بديلة

بمعنى آخر:
التأخير أصبح احتمال واقعي، وليس مجرد سيناريو نظري.
سيناريو الحرب الشاملة: كابوس الصناعة
لو تطور الموقف بين إيران وإسرائيل إلى حرب إقليمية تشمل إغلاق الممرات البحرية أو استهداف منشآت نفطية، فإن تأثيرها سيكون مباشرًا وصادمًا:
- إغلاق موانئ الخليج = توقف الشحنات للشرق الأوسط
- ارتفاع النفط 20 أو 30% = تضخم حاد في التكلفة
- نقص الوقود في بعض الأسواق = توقف مؤقت في المبيعات
هذا السيناريو مستبعد حاليًا، لكن الشركات العالمية لا تستهين به.
التاريخ يثبت أن أزمات الجغرافيا السياسية قد تغير مصير خطوط إنتاج كاملة.
الخلاصة
الوضع الحالي بين إيران وإسرائيل لا يهدد صناعة السيارات بشكل مباشر، لكن كل المؤشرات تقول:
إذا تحولت الأزمة إلى صراع أوسع، فالصناعة ستكون من أوائل المتأثرين.
من الوقود إلى الشحن إلى ثقة المستهلك.. كل شيء قابل للتغير في لحظة.
اقرأ أيضاً: ترامب يعلن عن حرب تجارية شاملة ضد جميع دول العالم ويتهمهم بـ “سرقة واغتصاب الولايات المتحدة لعقود”
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول
اختر علامتك لمتابعة أخبارها وسياراتها