المربع نت – يبدو أن مهنة سائق العائلة في الخليج ستنضم للقائمة التي يبعدها زحف التقنية من السوق ليحل الكمبيوتر والبرامج بدلا منها، ومع اقتراب دولة الإمارات العربية المتحدة من إصدار تشريعات حول السيارة ذاتية القيادة، فلا بد أن تحذو بقية الدول الخليجية حذوها بسن قوانين وتشريعات لتنظيم هذه التقنيات الجديدة، ولا بد من التساؤل، أيهما سيصدر أولا، قانون السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة أو قانون ناظم للسيارات ذاتية القيادة؟

وخلال الكشف عن خطة “رؤية السعودية 2030” التي تضمنت إصلاحات اقتصادية، استبعد كثيرون أن يسمح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية بعد تأكيد ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن المجتمع السعودي لا يزال غير متقبل لقيادة المرأة السيارة (شاهد تصريحه هنا).

“مقال كاتب“ قوانين السيارات ذاتية القيادة قد تسبق قوانين قيادة المرأة للسيارة في السعودية

فالقضية مسألة وقت فقط وحتى تصاغ التشريعات وتنجح الاختبارات ستدخل مزايا السيارة ذاتية القيادة تدريجيا في دول الشرق الأوسط والعالم أجمع. لكن شركات السيارات لن تنتظر القوانين الخاصة بالسيارات ذاتية القيادة، وستلتف هذه الشركات على القوانين بالتملص من تسمية سيارتها الجديدة على أنها ذاتية القيادة، حيث تشير إلى مزايا أنظمة مساعدة السائق, كما فعلت شركة هوندا الشهر الماضي بطرحها سيارة هوندا ذاتية القيادة  Civic LX   يمكنها أن تتولى القيادة على الطريق السريع لقاء 20 ألف دولار .

لكن شركات السيارات تحذر من اعتبار مزايا أنظمة مساعدة السائق المتقدمة على أنها سيارات ذاتية القيادة، خاصة مع غموض التشريعات والمسؤولية عن الحوادث التي تستدعي الحذر لدى تسويق هذه السيارات كما يظهر من لقطات فيديو نشرت على يوتيوب لمالكي هذه السيارات الجديدة حين ارتكاب السيارة لخطأ عند وضع القيادة الذاتية.

لن يكون التخلص من السائق أمرا سهلا، وتوضح فولفو-الصورة- إن أجهزة رادار ولواقط وكاميرات تؤمن رؤية شاملة لأنظمة السيارة التي تراقب الطريق لكشف أي عائق أو مستجدات تستدعي استجابة سريعة من نظام القيادة الذاتية في سياراتها ذاتية القيادة التي ستسير على الطرقات البريطانية العام القادم.

وتقدم هوندا مزايا الأمان التلقائي في سيارتها من المستوى الابتدائي سيفيك إل إكس – Civic LX –   في خطوة تتيح فيها تقديم أهم التقنيات المتقدمة لتوفرها لعدد كبير من المشترين، كما تنوي شركة جنرال موتورز إطلاق سيارة شفرولية كروز هذا العام لتقدم مزايا متقدم من الآمان والتي هي أقرب إلى القيادة الذاتية في السيارة.

ويتزايد بذلك توفر أنظمة مساعدة السائق المتقدمة (يشار لها بالاختصار ADAS) مثل المحافظة على مسار السيارة والتوقف التلقائي والتحكم المواكب للقيادة، وذلك كخيار لقاء 1800 دولار على الطرز الجديدة من السيارات التي تلقى إقبالا كبيرا يفوق الطلب على السيارات الكهربائية.

وتعكف شركات السيارات على تسريع نشر تقنية القيادة الذاتية مثل شركة تيسلا التي تصدرت بهذه المزايا إلى جانب شركة ديملر إي جي التي تصنع مرسيدس بنز ونشرت أنظمة مساعدة السائق المتقدمة – ADAS – في كل خطوط إنتاجها ، فيما تنوي جنرال موتورز على تقديم ميزة سوبر كروز التي تشبه تقنية القيادة الذاتية في سيارات كاديلاك العام القادم، مع تمويل بحوالي مليار ونصف المليار دولار في شركتين ناشئتين في وادي السيليكون لتسريع هذا التوجه لدى الشركة.

شركات السيارات الحالية لن تصمد أمام التقنيات الجديدة التي ترسم مواصفات سيارة المستقبل.  فسيارات المستقبل ستعمل بالكهرباء والطاقة النظيفة وستتولى القيادة وتتصل بالإنترنت والشبكات الأخرى التي تزودها بكل ما يلزم لضمان رحلة آمنة وبلا حوادث لركابها.

وقد يظن البعض ان تلك توقعات لمستقبل بعيد، إلا أن الحقيقة هي أن سيارة المستقبل أصبحت تسير حاليا على طرقات دول عديدة بشكل أو بآخر. ومنحت ولايات أمريكية عديدة تراخيص قيادة للسيارات ذاتية القيادة لشركات كثيرة مثل غوغل بعد تقديم أدلة أن سيارة غوغل تقود ذاتها أفضل من البشر وتقلص معدل الحوادث بنسب كبيرة، وسنة 2012 أعلنت متحدثة باسم شركة فولفو إن الناس لا يزالون يعتقدون أن القيادة الذاتية للسيارات هي مجرد خيال علمي، لكن الحقيقة هو أن هذه التقنية نضجت ومتوفرة في الواقع وستكون قوافل السيارات ذاتية القيادة أمرا واقعا بشكل أو بآخر في المستقبل القريب.

المستقبل هو للسيارات ذاتية القيادة لأنها تقدم الكثير مما تعجز عن تقديمه شركات السيارات التقليدية، فهي تجنبك الحوادث وتستعيض كليا إن أردت عن سائق خاص، ببرامج وأنظمة ذكية فيها، كما تستفيد من البيانات التي تم جمعها عبر قطع سيارات أخرى لملايين الكيلومترات لتكتشف معطيات كثيرة مثل المواقع الخطرة وتتفادى الحوادث فيها، فيما يضمن لك المحرك الكهربائي توفير نفقات الصيانة بما يعادل نصف ما تدفعه سنويا على صيانة سيارتك من نوع محرك الاحتراق الداخلي.

عندما يتفوق الذكاء الاصطناعي على الأخطاء البشرية ويتفوق على زمن رد فعل السائق من خلال أجهزة قياس والتقاط للمسافات والسرعة، يصبح الذكاء الاصطناعي حلا لحوادث الطرقات والازدحام وتقليص انبعاث الغازات السامة.

1

 

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


Icon سيارات للبيع من أصحابها

مقالات ذات علاقة


برامجنا المميزة

مشاهدة الكل