جدة: علي مطير
وافقت وزارة الداخلية السعودية على تعميم برنامج «لتحسين مهارات التعامل والاتصال لدى رجال الأمن» كانت جامعة الملك عبد العزيز في جدة قامت بتنفيذه في أبريل (نيسان) من العام الماضي واستطاعت من خلاله تقديم دورات تأهيلية لنحو ألف رجل من أفراد الأمن السعودي.
واليوم السبت يجلس أكثر من 200 رجل أمن في قاعة مكيفة بعيدا عن الميدان ودرجات الحرارة المرتفعة في معظم أيام السنة في مدينة جدة ليتعلموا على يد نخبة من المدربين والمتخصصين في مجالات إعادة التأهيل والتدريب وفن التعامل مع الجمهور.

وأوضح الدكتور عبد الله الخالدي، مدير مركز البحوث والتنمية في كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، أن البرنامج الذي يبدأ اليوم ويستمر لعشرة أيام هو الرابع منذ انطلاقة البرنامج ضمن سلسلة من الدورات التدريبية التي يسعى المركز لتقديمها لرجال دوريات الأمن في محافظة جدة في إطار جهود المركز في مجال خدمة وتنمية المجتمع.

برنامج فن التعامل السلوكي للدوريات 3

وقال طلاب جامعيون يودون صباح اليوم المشاركة في احتفالية تدشين الدورة بحضور مسؤولين كبار في الأمن العام وجامعة الملك عبد العزيز، إن صداقات تربطهم بمشاركين من أفراد الدوريات وتحدثوا معهم عن رغبتهم الأكيدة في فهم آلية التعامل مع الأنماط المختلفة من الناس بشكل يساعدهم على أداء مهامهم اليومية، غير أن الطلاب رأوا أن مثل هذه البرامج ستساعد على ردم الفجوة القائمة في العلاقة بين رجال الميدان من أفراد الدوريات وشريحة كبيرة من الناس.

وكان الدكتور الخالدي علّق في وقت سابق خلال تخريج أول دورة العام الماضي عن نشوء الفكرة وآلياتها بالقول إنه «يلاحظ أن هناك اهتماما كبيرا بالدورة من قبل رجال الأمن»، مفيدا «أن الكثير من الأجانب الذين يزورون المملكة يأخذون انطباعا غير جيد عن أسلوب التعامل». وأوضح أنه من خلال متابعاته لرجال الأمن وما هو مأخوذ عنهم «قمت بعمل برنامج خاص بتدريب هذه الفئة، واستلهمت أفكاره من الميدان وخلال نقاط التفتيش وأماكن عملهم».

ويهدف البرنامج إلى تزويد رجال الدوريات بالمفاهيم العلمية في التعامل مع الآخرين وإشعار رجال الدوريات بأهميتهم وإثارة الحماس وحب العمل لديهم، ورفع مستوى مهارات الاتصال والتعامل والتفاوض عند رجل الأمن، إضافة لتطبيق النظام على جميع شرائح المجتمع بالطريقة السليمة وتحديد المعوقات السلوكية والاجتماعية بينهم وبين الجمهور لمعرفة كيفية معالجتها.

وسيعتمد البرنامج على تكثيف ورش العمل لتجاوز عقبة عدم تعود رجال الدوريات على المحاضرات النظرية من جهة ولفعالية الأسلوب التطبيقي من خلال تلك الورش في محاكاة الطبيعة الميدانية لمهامهم اليومية بما يرفع سقف التعامل مع الجمهور إلى درجات عالية ويحقق تقديم الخدمة الأمنية والمرورية وفق مفهوم الجودة في فهم أخلاقيات المهنة.

وكان الدكتور أحمد الحامد، استشاري الطب النفسي وخبير في العلوم السلوكية، دعا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» لتفعيل دور نقاط التفتيش الأمنية المنتشرة في مختلف المدن السعودية لخلق علاقة نفسية جيدة بين الأفراد ورجال الأمن، خاصة في ظل إرث كبير من سوء العلاقة والصورة السلبية التي ارتبطت في أذهان الأطفال عن رجل الأمن نتيجة الخلل في تعقيدات التربية السلوكية للأطفال من قبل كثير من الآباء والأمهات، وهو ما جعل في جزء منها صورة رجل الأمن تبدو شخصية عقابية في نفوس الأبناء، فيما لم يقم الجانب الأمني طوال عقود طويلة بتغيير تلك النمطية الانقيادية بعقد دورات تأهيلية لأفراد الأمن العاملين في الميدان وتعزيز حالة من الود لإشعار المواطن بمسؤولياته تجاه وطنه بدلا من بعض السلوكيات الفردية لرجال الأمن التي لا تخدم الغرض الأمني بل تقلل من فعاليته في تحقيق أهدافه.

أطلب تمويل أو تجربة السيارة الأن

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


سيارات للبيع من أصحابها

مقالات ذات علاقة