عرعر: مطيران النمس

طالب بعض الاختصاصيين والمواطنين بوجود الصندوق الأسود داخل المركبات ليكون جزءا مهما من السيارة، ليسجل كافة المعلومات المتعلقة بالسيارة وقائدها وقت الحادث، ليساعد في كشف ألغاز الحوادث. تماما كما يحدث في الطائرات. حيث يلعب “الصندوق الأسود” دورا هاما في كشف معلومات اللحظة الأخيرة. ويكشف أسرار الحوادث.
مدير عـام الطرق والنقل بالحدود الشمالية المهندس الأسمر الشراري قال إن “الصندوق الأسود تقنية عالية الجودة، ويحتاج إلى تكاليف كثيرة، ومن هذا المنطلق قد يتعذر إيجاده أو توفيره بالمركبة أيا كان نوعها من السيارات، ولكن بما أننا بحاجة إلى مثل هذه التقنية الحديثة التي تقدم خدمة للإنسانية لماذا لا نوفر صندوقا أسود أقل تكلفة وأصغر حجما، ومن الممكن تطبيقه بالسيارة، وفي مكان لا يعرفه السائق، ولو وفر بالسيارة من قبل الوكالة كان أفضل”، مشيرا إلى أن ذلك سيوفر المعلومة للجهات الأمنية وخاصة المرورية، والتي تساعدهم في تخطيط الحادث. وقال المهندس الشراري “أتذكر أن هنـاك حادثاً وقع لشخص ودخل في غيبوبة، وظلت الجهات المعنية فترة طويلة تحاول معرفة تفاصيل الحادث والمتسبب بالخطأ، ولو كان هذا الصندوق موجودا أو ما يقوم بنفس الخدمة لانحلت المشكلة مبكرا.
امتداد جغرافي
وقال مشرف الجغرافيا بتعليم الشمالية صلاح الأسود الصوينع “لاشك أن الامتداد الجغرافي للمملكة، وكثرة الطرقات وقلة الإشارات المرورية في بعض التقاطعات لها دور كبير في كثرة الحوادث التي تقع في الطريق الدولية أو داخل المدن الرئيسية، ومثل هذه الاختراعات التقنية توفر الجهد والوقت مع الجهات الأمنية التي تباشر الحوادث ، وتقلل المعاملات التي مايزال بعضها معلقاً بالمحاكم الشرعية، وأشار إلى أن الصندوق الأسود إذا وفر بالسيارة سيكون له دور كبير في تقليل الحوادث وحسم القضايا المرورية.
تفاصيل اللحظة الأخيرة
وقال محلل حسابات بكهرباء عرعر طلال سالم الحضيري إن الصندوق الأسود يعطيك تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل وقوع الحادث، ويقدم مؤشرات عن ظروف الحادث من خلال تسجيل المعلومات الأخيرة قبل وقوع الحادث.. ماذا كان يعمل قائد المركبة قبل الحادث سواء كان يتحدث بالجوال أو غير ذلك، وقد يقوم الصندوق الأسود بالتقاط الصور بالفيديو مع رصد كافة المعلومات الأخرى المتعلقة بالحادث ويحفظها ويخزنها إذا زود بهذه الخدمة، ولن تضيع المعلومات مهما حصل للسيارة من تلفيات أو سقوط، وسيكون له دور كبير في فك لغز بعض الحوادث المرورية.
جهاز بلوتوث
وأكد عضو جمعية حقوق الإنسان بمنطقة الحدود الشمالية ثاني بطي العنزي أن “حوادث السيارة بدأت مع حوادث الطائرات، وفي هذا الجانب لابد من البحث والتطوير في كل ماهو كفيل بتقديم الخدمة للبشرية، ويتناسب مع معطيات العصر الحديث، فالصندوق الأسود لا يمنع وقوع الحادث. لكن قد يرصد المعلومات، ويعطي مؤشرات تفيد رجال المرور بأسباب وقوع الحادث”.
وقال العنزي “لسنا بحاجة للصندوق الأسود لأنه قـد لايناسب السيارة، ولكن لو وجد جهاز بلوتوث يصور ويسجل كل المعلومات التي تحدث للسيارة سواء في الطريق أو أثناء تعرضها للسرقة قد يقدم ذلك خدمة أفضل من خدمة الصندوق الأسود بالسيارة.
وقال مدير عام مؤسسة الحجيفي للمقاولات هليل الحجيفي إن “ظاهرة وقوع الحوادث باتت مزعجة للغاية، فهناك حوادث المعلمات وحوادث أخرى تقع يوميا على الطرق الدولية، وكثيرا ما تتداخل فيها المشاكل والمعلومات من ناحية من المتسبب الرئيسي في مثل هذه الحوادث، فكل جهة تتهم الأخرى، وقد تصل المشاكل إلى الأضرار، فتحصل الاتهامات بهدف الحصول على الديات أو يضيع الوقت في معرفة المتسبب في الحادث”، مشيرا إلى أن وجود مثل هذه التقنية بالسيارة أمر تحتمه الظروف وفيه فائدة لمساعدة الجهات الأمنية وخاصة رجال المرور.
وقال عبدالله العنزي إن حادث وقع لأبناء عمه، وكان هو معهم، فتوفي أحدهم وبقي الآخر على قيد الحياة، ولكن إصابته كانت بليغة، واتهمني أهل المتوفى والمصاب بأنني أنا قائد السيارة لولا أن تحدث ابن عمي المصاب وقال: إن السائق أخي رحمه الله”.
ويؤكد العنزي أن “وجود جهاز مثل الصندوق الأسود بالسيارة له دور كبير في رفع الشكوك وفك الألغاز والتكهنات، فهو يسجل آخر المعلومات التي تدور بالسيارة قبل وقوع الحادث، ولا شك أن وجود مثل هذا الجهاز يساعد كثيرا في كشف ملابسات الحوادث المرورية، وأعتبر ذلك فكرة جديدة وجديرة بالتنفيذ. ويرى مشرف مصادر التعليم وتقنيات التعليم سعود مفرح اللميع أن وجود مثل هذه التقنية الحديثة بالسيارة سيفيد الجهات المعنية بمباشرة الحوادث المرورية، ولكن قد يكون غير مرض للحياة الاجتماعية، فالصندوق الأسود دائمـا مايدون كل مايحدث بالسيارة. حتى ولو لم يحدث لها حادث مروري، والسيارة سلعة معرضه للسرقة أو البيع، وبذلك تنكشف أسرار اجتماعية غير مرغوب في إفشائها لأحد، ولكن إذا كان من الممكن التحكم في عملية تشغيل الصندوق الأسود داخل السيارة، فهذا أمر ايجابي”.
ويختلف مدير مرور منطقة الحدود الشمالية سابقا العقيد منيع ناصر الحامدي مع الآراء السابقة ويقول “الصندوق الأسود ليس له فائدة نهائيا، لأن حوادث السيارة تختلف عن الطائرات، فحادث الطائرة اتصالات وتسجيل معلومات قبل وقوع الحادث، ولكن حادث السيارة يأتي فجأة، فليس هناك أي فرصة لحديث القائد حول أسباب الحادث. إضافة إلى أن الناس ترفض عمليات التنصت على مايدور بينهم أثناء ركوب السيارات، فالسيارات ليست ملكـا ثابتـا لشخص واحد، فقد يبيعها إلى شخص آخر، وبذلك قد نحصد نتائج غير جيدة” مؤكدا أن المؤسسات المرورية تبحث في كل ماهو مفيد للسلامة المرورية ويعطيها نتائج فورية إيجابية ملموسة ومفيدة للمجتمع.

"صندوق أسود" للسيارات فكرة لكشف أسرار الحوادث 3

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


Icon سيارات للبيع من أصحابها

مقالات ذات علاقة