المربع نت – شهدنا عودة ماكلارين ومرسيدس معاً مجدداً في بطولة فورمولا 1 بعد غياب للعديد من الأعوام، بالرغم أن ماكلارين أصبحت عميل لوحدة الطاقة لشركة مرسيدس بدلاً من شريك رئيسي في السباقات، ولكن تمثل هذه مرحلة انتقالية هامة للفريق الإنجليزي لمحاولة العودة للمنافسة على صدارة البطولة خلال الأعوام القادمة.
لا يعد هذا التعاون الأول بين الشركتين، حيث تعود العلاقة بينهما إلى عام 1995 عندما بدأت الشراكة بين ماكلارين و مرسيدس، ليبدأ الفريق الإنجليزي بالاستفادة من الموارد الخاصة بشركة دايملر المالكة لشركة مرسيدس، حيث حصل على محركات مجانية تم بناؤها من شركة للمور التابعة لدايملر، بالإضافة إلى دعم كامل من دايملر بتوفير مجموعة من المهندسين والخبراء.
استمر التطوير والعمل على سيارة الفريق حتى عام 1997 حينها حقق ديفيد كولتارد الفوز الأول في سباق الجائزة الكبرى الأسترالي، منذ تلك اللحظة بدأت الأوضاع بالتحسن للفريق الإنجليزي خاصة في عامي 1998 و 1999 حينما فاز ميكا هاكينن بلقب بطولة السائقين ليخطف اللقب من مايكل شوماخر.
في الفترة بين عام 2000 حتى 2004 ظهرت الهيمنة المطلقة لفريق فيراري على بطولة فورمولا 1 مع مايكل شوماخر، وبعد ذلك أبهر العالم فرناندو ألونسو بتحقيق اللقب لعامين على التوالي مع فريق رينو، حتى عام 2007 عندما فاز كيمي رايكونن بالبطولة لفريق ماكلارين بفارق نقطة واحدة فقط عن ألونسو و هاملتون.
أزمة سباي جيت لفريق ماكلارين في عام 2007
بعد نهاية موسم 2007 تم الكشف عن واحدة أشهر القضايا في الفورمولا 1، بعد تسرب العديد من المعلومات الأساسية والسرية عن سيارة فريق فيراري لكبير مصممي ماكلارين، ليحصل الفريق الإنجليزي على غرامة مالية قيمتها 100 مليون دولار مع خسارة نقاط بطولة الصانعين مما كلف الفريق خسارة اللقب لهذا العام.
ساهمت شركة دايملر في دفع هذه الغرامة المالية الكبيرة بدفع 40 مليون دولار نظراً لحصتها التي تبلغ 40% من فريق ماكلارين، حيث واجه فريق ماكلارين عقوبة الطرد النهائي من البطولة، ولكن حالف الفريق الإنجليزي بعض الحظ حينها، ولم ينتهى الامر عند هذا الحد حيث كانت هذه المرحلة بداية انهيار سمعة الشركات
بدأ التوتر بين الشركتين بالزيادة بعد التعاون الشهير بين مرسيدس بنز و ماكلارين لإطلاق سيارة مرسيدس SLR ماكلارين الشهيرة، إذ قامت الشركة الإنجليزية بعدها بعدة أعوام بإطلاق سيارة خارقة جديدة تهاجم سيارة مرسيدس SLS AMG مباشرة، ليصبح مجلس إدارة دايملر غير راضٍ على الإطلاق عن هذا القرار ليزداد التوتر أكثر بين الشركتين.
بجانب هذه التطورات بين دايملر و ماكلارين حصلت بعض الأحداث الهامة والمؤثرة من ماكس موسلي، رئيس الاتحاد الدولي للسيارات، حيث كان ضد جميع الشركات المصنعة التي هيمنت على بطولة فورمولا 1، وكان يحاول تقليل القوة الشرائية لهذه الشركات من خلال العديد من القواعد الصارمة لمساعدة الفرق المستقلة والأقل ترتيباً بالبطولة.
حيث كان موسلي يحاول أن يجعل كافة الفرق متساوية، ولكن على الجانب الأخر لم تعجب هذه الأفكار صانعو السيارات، حيث أرادت هذه الشركات المزيد من الأموال والسيطرة على البطولة، لذلك بدأت التهديدات للانفصال عن الاتحاد الدولي للسيارات وإنشاء مسابقة مستقلة لمنافسة فورمولا 1.
نتيجة لهذه التهديدات تم إنشاء رابطة فرق فورمولا 1 “FOTA”، حيث تمكنت المجموعة من جذب الفرق المستقلة من خلال الوعود بتوفير المزيد من الأموال، ولكن بجانب هذه الوعود الكبيرة ضرب الانهيار المالي لعام 2008 العديد من الشركات بشدة، لنشاهد العديد من التطورات المفاجئة مثل انسحاب شركة هوندا من فورمولا 1 بسبب التكلفة المرتفعة.
نظراً للانسحاب المفاجئ تركت هوندا موظفيها البالغ عددهم 700 موظف بدون أمل، حيث كانت تواجه هوندا مشكلة بتوفير 300 مليون دولار أمريكي وهي قيمة المشاركة في الموسم، لتبدأ إدارة فريق براون العديد من المحاولات لإنقاذ الفريق بعد انسحاب هوندا وترك الفريق، لتتوصل مع الشركة اليابانية والتي أوضحت أنها مستعدة على تشغيل الفريق لعام واحد بميزانية 100 مليون دولار فقط بدون استخدام محركاتها.
اللحظة الحاسمة لنهاية شراكة ماكلارين ومرسيدس
حينها كان فريق ماكلارين في أحسن أحواله حيث حصد لقب بطولة عام 2008 مع لويس هاملتون، ليبدأ مارتن ويتمارش، الرئيس التنفيذي لماكلارين و قائد FOTA بتأمين صفقة تعاون بين مرسيدس وفريق براون لاستخدام المحركات الألمانية بدلاً من محركات هوندا مع التنازل عن حق ماكلارين بالاعتراض على هذا القرار.
لم ترغب FOTA أن تخسر فريق بهذا التعاون ليتفوق موسلي عليهم مجدداً، حيث كلما قل عدد الفرق التي يمتلكها FOTA قلت القوة التي تمتلكها على موسلي والاتحاد الدولي للسيارات، لذلك سلمت ماكلارين حقوقها الحصرية لأفضل محرك في فورمولا 1 لفريق براون، لتصبح هذه واحدة من أكبر أخطاء الفريق.
في هذا الوقت لم تظهر المخاطر الكبيرة لهذا القرار، حيث كان فريق ماكلارين الرائد على البطولة حينها وينتج السيارات المتطورة للغاية مقارنة بالفرق الأخرى.، وبعد مرور الأشهر الأولى من موسم 2009 بدأت الحقيقة بالظهور حيث دمرت سيارة فريق براون المنافسة تماماً بفضل تقنيات مرسيدس المتقدمة، مع انهيار مستوى سيارة ماكلارين على الجانب الأخر.
في نهاية عام 2009 اشترت الشركة الألمانية فريق براون مع خطة لبيع أسهم مرسيدس في فريق ماكلارين خلال العامين المقبلين، ليحتفظ الفريق الإنجليزي بوحدة الطاقة، ولكن تحول من شريكاً حصرياً مع المصنع الألماني إلى مجرد عميل لوحدة الطاقة فقط.
في خلال الفترة من 2010 حتى 2012 تمكن فريق ماكلارين من التفوق على فريق مرسيدس، حيث فاز الفريق الإنجليزي بـ 18 سباقاً بينما فاز الفريق الألماني بسباق واحد فقط، لتدرك مرسيدس أن فريق براون ليس الاختيار المناسب للمنافسة على لقب بطولة الصانعين.
نتيجة لهذه الهزيمة بدأت مرسيدس بأخذ فورمولا 1 على محمل الجد لتبدأ في عام 2013 بالعودة مجدداً لتحقق الفوز بثلاث سباقات مع نيكو روزبرغ و لويس هاملتون، حتى عام 2014 عند إصدار اللوائح الجديدة للمحركات الهجينة التي تعتمد على محرك بسعة 1.6 لتر تربو جديد، لتبدأ هيمنة مرسيدس على بطولة فورمولا 1 من عام 2014 حتى 2021.
بدأت ماكلارين بالبحث عن شريك جديد بعد خسارة التعاون مع فريق مرسيدس، خلال هذه الفترة واجه الفريق العديد من الأزمات والبعد التام عن الفوز حتى عام 2021 عندما حقق الفوز في سباق الجائزة الكبرى الإيطالي، ولكن لم تقترب بعد من المستوى السابق لها، والآن نشاهد الفريق الإنجليزي يستعين بمحركات مرسيدس لعام 2023 مع تقنيات حديثة ومبتكرة للعودة للمنافسة على لقب بطولة الصانعين.
شاهد أيضاً:
المصدر: autoevolution
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول
سيارات للبيع من أصحابها
مقالات ذات علاقة
حمل التطبيق الآن
اختر نظام جوالك وتابع الأخبار مباشرة
