نادي السيارات – إبراهيم السحيم – حمد العنزي

من منا لم يسمع بشارع الغرابي في الرياض. إنه شارع السيارات الأول حيث تجد فيه كل ما تحتاجه من إكسسوارات أو زينة أو إضافات إلى جانب الإطارات المستعملة التي تلقى طلبا شديدا من الزبائن؛ حيث يقوم البعض ببيع إطارات سياراتهم القديمة بأسعار زهيدة حتى لو كانت تالفة ويتولى بعض الباعة في (الغرابي) تنظيفها وتلميعها وإعادة بيعها بأسعار مرتفعة، ويباع بعضها باعتباره جديداً لاتقان الغش فيها وتعديل تاريخ الصنع بحيث يصعب التمييز بين الجديد والقديم.

الإطارات المستعملة وسيلة نقل أم قتل 3

مجلة ( نادي السيارات) دخلت شارع الغرابي وتعرفت عن قرب على سوق الإطارات المستعملة وسجلت عدة لقاءات مع المعنيين، ولاحظت وجود الكثير من المخالفات، ولعل أبرزها بيع الإطارات المستعملة رغم صدور قرارات تمنع بيعها وتداولها لكثرة المخاطر الناتجة عنها. وكان لافتا للانتباه وجود العديد من المحلات التي تبيع وتروج لهذه الإطارات إلى جانب مستودعات خاصة تخزن فيها، وانعدام أي رقابة من الجهات المعنية حيث يتم البيع والشراء دون أي خوف أو رادع.

انزعاج

في البداية التقينا مع أصحاب محلات بيع الإطارات الجديدة الذين يعتبرون جزءاً من السوق ووجدنا أنهم تأثروا بشكل كبير بما يقوم به البعض من بيع الإطارات المستعملة، وأكد في هذا السياق وليد محمد واصل صاحب محل بيع إطارات جديدة أن سوق الإطارات يعتبر من الأسواق الجيدة ومبيعاته ولله الحمد مقبولة على طول العام، ولاحظ أن بيع الإطارات المستعملة أصبح يؤثر الآن على المبيعات نوعا ما حيث بات العديد من الأشخاص الراغبين بالشراء يفضلون الإطارات المستعملة على الجديدة في ظل ارتفاع الأسعار من قبل الوكلاء أنفسهم. ويرى واصل أن الإطارات المستعملة غير مفيدة ومضرة ولا يمكن أن نستفيد منها لمدة طويلة ويعلل سبب اقبال البعض عليها لتدني سعرها نوعا ما وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الجديدة دفع بعض الزبائن لشراء الإطارات الصينية.

احذر (البنشر)

وأكد عبدالله محمد الوجيه صاحب محل يعمل في تجارة الإطارات منذ أكثر من أربعين سنة أن السوق شهد تغيرا من حيث الأسعار والجودة فبعض الأنواع الشهيرة ارتفع سعرها بشكل كبير، ولكن ايضا بعضها انخفضت جودته، وأشار إلى وجود فئتين من الزبائن تفضل الأولى شراء الإطار الجديد لانه الأكثر أمانا بعد مشيئة الله بينما تذهب الفئة الثانية إلى الإطار المستخدم نظرالانخفاض سعره مقارنة بالجديد.

ويقول: إن بعض المحلات حين تبيع الزبون إطارات جديدة تحصل على القديمة وتجمعها ومن ثم تبيعها وهنا تكمن الخطورة في ذلك فقسم من الإطارات القديمة قد تكون صالحة للاستخدام إلى حد ما بينما قسم آخر منها يكون سيئا ولا يصلح ويسبب الحوادث ويجب الابتعاد عنها. ويلاحظ الوجيه أن محلات (البنشر) لاتهتم كثيراً بنواحي السلامة وهي التي تشجع بيع الإطارات المستعملة رغم كونها غير صالحة أحيانا بهدف تحقيق ربح مادي على حساب سلامة مستخدميها وهم في هذا الجانب يقومون بتلميع وتنظيف الإطارات في عملية غش واضحة للزبون، وهؤلاء يتوجب الحذر منهم والامتناع عن الشراء لما لهذه الإطارات من أضرار مؤكدة وقاتلة في كثير من الأحيان.

المستعمل أفضل!!

أما باعة الإطارات المستعملة فقد رفض الكثير منهم التحدث، ولكن سيد عبد الرحمن – العامل – الذي يقوم بالبيع منذ فترة لا بأس بها أكد أن سوق الإطارات المستعملة أفضل بكثير من الجديدة، حيث يقبل الكثير من الزبائن على المستعمل كونه أرخص مع أن الجديد أكثر أمانا. وكشف أن الباعة يميزون الإطار المستعمل الجيد من الرديء من خلال تاريخ الصنع وعلامات السلامة مثل (التحبيل) أو التشقق أو التنسيم وفي هذه الحالات فهم لايشترونه لأنهم لايستطيعون بيعه فيما بعد على المحلات التي تبيع المستعمل. ورغم محاولاتنا الكثيرة إلا أن الباعة رفضوا الحديث عن الموضوع والمشاركة فيه، ولجأ بعضهم للهرب أو لإغلاق محلاتهم تاركين علامات استفهام بتصرفهم هذا.

جنوط

أثناء جولتنا في سوق الغرابي التقينا الأستاذ أحمد الهديان حيث أكد أنه حضر إلى سوق بيع الإطارات المستعملة بعد أن قام بشراء إطارات مع جنوط جديدة قبل أسبوع، ولكن ابنه لم يرغب بشكلها فحاول ارجاعها للمحل إلا أن المحل رفض إرجاعها، ولذلك يحاول استبدالها في سوق المستعمل ويصف الهديان ما شاهده بالسوق بالمفاجأة والعجب العجاب؛ حيث تقوم العمالة الوافدة بشراء أي نوع من الإطارات المستعملة بأسعار زهيدة ويعيدون بيعها لبعض المحلات التي يتعاونون معها، وأشار إلى وجود حراج بعد صلاة المغرب يتم فيه بيع وشراء الإطارات والجنوط المستعملة من قبل العمالة إلى جانب بعض اللصوص الذي يسرقون الإطارات ويبيعونها في الحراج دون أي رقيب.

أما نايف عسيري، فقد أكد انه حضر لشراء إطارات جديدة لسيارته، ولكنه فوجئ بالفوضى التي تعم السوق؛ حيث يشتري الزبون إطارات بسعر مرتفع ويجد من يطلب منه شراء إطارات سيارته القديمة بأسعار زهيدة ورخيصة رغم أني أقوم باستبدالها؛ لأنها غير صالحة؛ ولذلك ينصح عسيري بعدم شراء الإطارات المستعملة مهما كانت تبدو صالحة ويقترح أن يتم تجميع الإطارات القديمة وتسليمها للبلدية لتتصرف بها بطريقة سليمة.

لا.. للقديمة

وبين الأستاذ ماجد العتيبي أن سبب زيارته لسوق الغرابي هو شراء إطارات جديدة لسيارته نظراً لأن القديمة لم تعد صالحة، وقد تسبب المشاكل، وقال: لاحظت أن عدة اشخاص تجمعوا حولي طالبين شراء الإطارات القديمة بأسعار رمزية وبسيطة ولكن رفضت بيعها لأني أعرف انها غير صالحة واستخدامها سيسبب كارثة لمن يركبها على سيارته. وعليه أفضل رميها في مكان بعيد على أن أبيعها بعشرين أو ثلاثين ريالا ليقوم غيري ببيعها بأضعاف ذلك، وأكون سببا في حادث قد يذهب نتيجته ضحايا أبرياء.

ويقترح العتيبي تشديد الرقابة على السوق لمنع هذه التجاوزات إلى جانب ضبط اللصوص الذين يبيعون الإطارات مع جنوطها وهم بالتأكيد سرقوها وأتوا للسوق لبيعها في ظل انعدام الرقابة.

ومن جانبه اعتبر الأستاذ تركي الصالح أن ارتفاع أسعار الإطارات الجديدة أسهم في توجه كثيرين إلى شراء المستعملة رغم مخاطرها، وقال إن ارتفاع الأسعار كان كبيراً ولافتاً ونجم عنه هذا الاقبال على الإطارات المستعملة. وأشار إلى أن بعض الباعة يلجئون للغش والتحايل من خلال غسيل وتلميع الإطارات المستعملة وإعادة بيعها بأسعار ليست رخيصة باعتبارها صالحة للاستخدام واعطاء ضمان عليها لأسبوع أو لثلاثة أيام زيادة في التضليل والخداع، مع العلم أن هذا الضمان وهمي ولا يعترفون به. ولذلك يفضل الصالح عدم الشراء منهم والاكتفاء بالإطارات الجديدة رغم غلاء أسعارها.

تشديد الرقابة

وطالب عبد الله سعد الحميدي بتشديد الرقابة على العمالة التي تقوم ببيع الإطارات المستعملة، ومنع الأشخاص الذين يشترون إطارات جديدة من بيع إطارات سياراتهم القديمة ومطالبتهم بوضعها في أماكن خاص لتتصرف بها البلدية بشكل لا يضر البيئة ويمنع إعادة استخدامها خاصة وان كثيراً من الحوادث في طرقنا تقع نتيجة الإطارات السيئة المستعملة.

ورأى سعد البقمي أن بيع الإطارات المستعملة أصبح يمثل سوقا له العديد من الرواد الذين يفضلون شراءها اكثر من الجديدة رغم مخاطرها الكثيرة، وينصح لذلك بعدم شرائها مهما كانت مغريات الباعة كثيرة وجاذبة سواء للسعر أو الشكل.

وأشار الأستاذ سالم المالكي أن سوق شارع الغرابي تحول لمكان دائم لبيع الإطارات والجنوط المستعملة وهذا يعني ضرورة قيام الجهات المختصة من مرور ودوريات أمنية وبلدية بتكثيف الرقابة عليه والتعاون لمنع بيع هذه الإطارات لما تشكله من مخاطر كبيرة على الركاب والسائقين ومستخدمي الطرق في المملكة.

أطلب تمويل أو تجربة السيارة الأن

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


سيارات للبيع من أصحابها

مقالات ذات علاقة