المربع نت – تويوبت كراون التي سميت في أجيالها القادمة تويوتا كراون، كانت أول سيارة ركاب كاملة الحجم من العلامة اليابانية، وعقب نجاحها محليا، أصبحت أول سيارة يابانية تصدر في الولايات المتحدة.

رغم نجاح السيارة في اليابان، لم تحظى بنجاح مماثل في الولايات المتحدة، لماذا؟ وكيف كانت مفيدة في مساعدة تويوتا بإعادة تقييم نهجها في أسواق التصدير؟

حكايات في عالم السيارات: تويوتا كراون أول سيارة يابانية بأمريكا.. عقبات غير متوقعة ودرس قيم

حكايات في عالم السيارات: تويوتا كراون أول سيارة يابانية بأمريكا.. عقبات غير متوقعة ودرس قيم 1

تويوتا تفكر في العالمية

مبكرا من 1950 ميلادية، أقرت تويوتا أنها بحاجة إلى توسيع نشر أسطول سيارات الركاب إلى خارج موطنها اليابان، وقد كشفت الأبحاث الأولية للسوق الأمريكي الكبير أن أفراد القوات المسلحة العائدين من الحروب بدأوا في تكوين عائلات وبحاجة إلى سيارات ثانوية أصغر حجما للتنقل إلى القرى والضواحي.

بحلول 1955 ميلادية، قُدر عدد السيارات المدمجة بنحو 100,000 سيارة تسير في شوارع الولايات المتحدة، والعدد يزيد عاما بعد عام، وكانت الغالبية العظمى من هذه السيارات قادمة من أوروبا؛ ومن ثم ظهرت حاجة السوق لمثل سيارة كراون.

تشجعت تويوتا بمدى استقبال سيارة لاند كروزر في أسواق التصدير، ورأت أن تويوبت كراون ستكون سيارة قوية لمنافسة سيارة فولكس فاجن بيتل الأكثر مبيعًا بالولايات المتحدة حينها، فبدأ إنتاج تويوبت الجديدة (تويوبت كراون) في يناير 1955.. وقد لقي الطراز استقبالًا جيدًا في السوق المحلي.

حكايات في عالم السيارات: تويوتا كراون أول سيارة يابانية بأمريكا.. عقبات غير متوقعة ودرس قيم 2

الحلم الأمريكي.. يتحقق أم يتحطم؟

في أغسطس 1957 ميلادية، أرسلت تويوتا سفراء للتعرف على قوانين امتثال السيارات للقانون المحلية بما في ذلك مواصفات المصابيح ومميزات السلامة الأخرى، ثم أسست وكالة مبيعات شركة تويوتا TMS في منطقة هوليوود في كاليفورنيا حيث تتحقق الكثير من الأحلام، وتُحطم أحلام أخرى!

منذ وقت مبكر اعترف مدير مبيعات تويوتا جيمس ماكجرو أن تويوبت كراون ليست ملائمة للسوق الأمريكي بتعليقه “هذا الشيء ليس بنفس مستوى القوى، وسعره غالي، ولن يبيع نفسه”.

تويوبت كراون تعاني في أمريكا

حكايات في عالم السيارات: تويوتا كراون أول سيارة يابانية بأمريكا.. عقبات غير متوقعة ودرس قيم 3

ربما مجرد كلمات من مدير مبيعات تويوتا، لكنه أصاب في أن السيارة مصممة لشبكة الطرق ذات الجودة المنخفضة آنذاك في اليابان، وبعبارة أخرى لم تكن مستعدة للطرق السريعة الناعمة في أمريكا، فكانت عندما تبلغ سرعة 96 كم/س (النادر بلوغها على طرق اليابان) ترتجف بشدة لدرجة أن السائق لا يستطيع رؤية ما يظهر بمرآة الرؤية الخلفية.

المشكلة الثانية، لم يكن فريق التطوير يتوقعها، ظهرت في الأسابيع القليلة الأولى للسيارة على الأراضي الأمريكية، بالنسبة لآذان الناطقين باللغة الإنجليزية، كان اسم السيارة التجاري “تويوبت” مثيرًا للقلق، لأنه يتضمن كلمة “لعبة” و “حيوان أليف” – فهل صنع ذلك المنتج الأجنبي بجدية ليلائم الطرق الأمريكية؟

حكايات في عالم السيارات: تويوتا كراون أول سيارة يابانية بأمريكا.. عقبات غير متوقعة ودرس قيم 4

على مستوى أكثر عملية، اكتشف بول أوزاوا ، مساعد رئيس وكالة مبيعات تويوتا الأول، أن كراون لا يمكنها الوقوف في المطاعم التي تقدم خدمة Drive-in التي تخدم السائق بتقديم الطعام على صواني يتم تعليقها على المقود ليقوم السائق بتناول طعامه وهو داخل السيارة، والسبب هو تصميم المقود الفريد، الذي يسبب تعليق الصِّينية عليه إطلاق بوق السيارة.

توفرت السيارة بحلول ديسمبر 1957 ميلادية، وبحلول نهاية عام 1958، تم بيع ما مجموعه 287 تويوبت كراون (بالإضافة إلى سيارة لاند كروزر واحدة). وبينما تضاعفت المبيعات أكثر من ثلاثة أمثال في العام التالي، انتهى العقد بانخفاضها. وفي عام 1960، توقفت تويوتا عن تصدير السيارة إلى الولايات المتحدة حتى تتمكن من تطوير سيارة أكثر ملائمة بشكل أفضل لهذا السوق.

أعادت تويوتا تقييم دخول السوق الأمريكي، وتعلمت تكييف المنتج مع السوق والتركيز على العملاء، التي ما زالت أهم صفات العلامة اليوم، ثم عادت بتويوتا كراون في 1965 في شكل جديد (في الصورة على اليسار) لتحقق نجاحا هائلا منذ اليوم الأول.

حكايات في عالم السيارات: تويوتا كراون أول سيارة يابانية بأمريكا.. عقبات غير متوقعة ودرس قيم 5

تقييم تويوبت كراون

رغم ما قيل عن تويوبت كراون 1958 فقد كانت سيارة ممتازة تقدم العديد من المزايا الراقية، بما فيها تنجيد الفينيل بطيات عميقة، ومساحات الزجاج الأمامي بسرعتين، ومنفذ كهربائي، كانت الأخيرة ميزة مطلوبة للسوق الأمريكي، بحيث يتسنى للسائقين الحلاقة، وبالرغم من كونها مدمجة فقد وفرت مساحة كافية الفخذ والرأس لستة ركاب بالغين مع القبعات.

حكايات في عالم السيارات: تويوتا كراون أول سيارة يابانية بأمريكا.. عقبات غير متوقعة ودرس قيم 6

في سوق السيارات في الخمسينيات من القرن الماضي ، كان يُنظر إلى الوزن الزائد على أنه حماية إضافية ومؤشر على راحة الركوب، لذا فإن بنية جسم كراون مع شاسيه الإطار الصندوقي المتين أعطاها “ميزة” الوزن الإضافي بمقدار 225 كجم عن متوسط وزن فئتها، ولذا بدت أكثر صلابة من السيارات المحلية عندما تُغلق أبوابها.

لم يكن محرك السيارة بسعة 1.5 لتر قويا بالنسبة لمحركات V8 الأمريكية، لكنه تمتع بكفاءة استهلاك وقود 14 كم/لتر وصمم خصيصا ليكون سهل الصيانة، مع زيادة حجم المكونات مثل أنظمة التبريد والفلترة لزيادة الموثوقية والكفاءة.

شاهد أيضا: تويوتا كراون 2018 الجديدة + رد تويوتا بخصوص تصديرها للسوق السعودي

رغم التعديلات الكبيرة، إلا أنها لم تكن كافية لتأمين مكانة كراون في جيلها الأول بقلوب شعب أمريكا، بل يذهب الشرف إلى موديلات أخرى مثل كورولا وكامري وكورونا جاءت بعدها.

درس قيم

التأثير الأكبر الذي تركته كراون كان على علامة تويوتا وتعليمها كيف تقيم حاجات كل سوق بما يلائمه، وربما هذا أحد أسباب شعبية تويوتا اليوم، رغم امتلاكها أسطول كبير من السيارات تتنوع من سوق إلى آخر.. وها نحن ننتظر كراون جديدة ستصل إلى أسواقنا بجسم سيدان واس يو في قريبا.. هل أنتم مستعدون؟

اقرأ أيضا: تويوتا كراون كروس اوفر 2023 الجديدة كلياً تنطلق للأسواق العالمية

الرجاء تعبئة البيانات التالية وسيقوم فريق عمل الشركة بالتواصل معك مباشرة.

ما هو مجموع 7 و 4

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


مقالات ذات علاقة


برامجنا المميزة

مشاهدة الكل