المربع نت – يرى العديد من الأشخاص أن السيارات التي تم صنعها قديماً تواجه مشكلات أقل من تلك الحديثة، فما هي الأسباب المؤدية لذلك الاعتقاد وما هو مدى صحته؟ هذا هو ما سنعرفه اليوم.

يمكننا أن نتفهم سبب ظن محبي السيارات بأن الموديلات الأقدم اعتمادية أكثر مقارنة بتلك الحديثة، فعند المقارنة نجد أن الطرازات الكلاسيكية احتوت على محركات تصميمها مبسّط للغاية، حيث تُعد فولكس واجن بيتل من الستينيات على سبيل المثال سيارة اعتمادية للغاية نظراً لاستخدامها الهواء المار حولها أثناء القيادة لتبريد المحرك بدلاً من سائل التبريد، ما قلل من عدد المشكلات التي قد تطرأ بها إضافة لسهولة إصلاحها من قبل أي شخص.

هل السيارات الحديثة اعتماديتها أقل من القديمة؟ وما دور التكنولوجيا في ذلك؟

هل السيارات الحديثة اعتماديتها أقل من القديمة؟ وما دور التكنولوجيا في ذلك؟ 5

ورغم الأسباب السابقة، إلا أن الإحصائيات تؤكد في الواقع تفوق السيارات الأحدث على نظيرتها القديمة بانخفاض أسعار صيانة السيارات بنسبة 13% منذ عام 1997 وحتى 2009، كما تُظهر العديد من الدراسات أن الملاك يستخدمون سياراتهم لسنوات أطول نظراً للانخفاض المستمر في المشكلات والتحسن في مستويات الاعتمادية، فقد ازدادت متوسط فترة الإبقاء على السيارات من 65 شهراً إلى 73 شهراً في الأعوام الأخيرة، وذلك حسب إحصائيات J.D. Power.

تُعد أجهزة الكمبيوتر بالسيارات الحديثة أحد أسباب انخفاض تكاليف الصيانة، حيث أنها قادرة على تشخيص أغلب مشكلات السيارات بدقة، رغم أن وجوده يؤدي لبعض المشكلات أحياناً، حيث بدأت هذه التقنيات بالظهور في السيارات منذ السبعينيات لتقليل الأثر البيئي لمختلف الطرازات، وهو ما زاد من تكلفة أغلب الموديلات أيضاً بفارق كبير على مر الأعوام لمدى تعقيد هذه الأنظمة، ورغم مساعدة هذه التقنيات في تحسين الأداء والأمان ومعدلات استهلاك الوقود، إلا أنها أدت أيضاً للرفع من احتمالية الأعطال، فكلما ازدادت الأجزاء والقطع التي يعتمد عليها أي نظام، كلما كان احتمال تعطله أعلى.

هل السيارات الحديثة اعتماديتها أقل من القديمة؟ وما دور التكنولوجيا في ذلك؟ 6

أصبحت أجهزة كمبيوتر تشخيص أعطال السيارات إلزامية منذ عام 1996، حيث أنها المسؤولة عن شارة تفقد المحرك “Check Engine” في لوحة القيادة، فصار بالإمكان الذهاب للميكانيكي الذي يقوم بالاتصال بالكمبيوتر للحصول على كود خاص يمكنه مقارنته بمجموعة كبيرة من الأكواد الخاصة لتحديد المشكلة بدقة وسرعة، وهو ما يعرف بمعيار OBD-II العالمي الذي يقوم بإلغاء الحاجة لتفقد مختلف الأجزاء حتى معرفة المشكلة مما يقلل من تكلفة الفحص، ولكن تكلفة إصلاح السيارات الحديثة أيضاً تُعد أعلى مقارنة بقرينتها الكلاسيكية بسبب مدى تعقيد وتشابك القطع والأجزاء المختلفة عند محاولة استبدال أي منها.

هذا وفي النهاية، نرى أن احتمالات حدوث الأعطال بالسيارات الحديثة أكبر بسبب زيادة مكوناتها وقطعها مقارنة بتلك الأقدم، وهو ما يأتي نتيجة لوجود أنظمة الأمان والراحة والتعليق الحديثة، ولكن في الوقت ذاته، بمرور الوقت، تقل احتمالات الأعطال شيئاً فشيئاً ريثما تطور شركات السيارات من الأنظمة والتقنيات المختلفة لتصبح أكثر اعتمادية، كما أن تكاليف الصيانة تنخفض بمرور الوقت مع زيادة سهولة الفحص والعثور على المشكلات رغم الأنظمة المعقدة ومساهمة التضخم في الشعور أحياناً بأن تكلفة خدمات الصيانة في ازدياد، وهو ما يجعلنا ننتهي إلى أن السيارات الأحدث ستكون هي الصفقة الرابحة هنا.

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


مقالات ذات علاقة


برامجنا المميزة

مشاهدة الكل