التسمية والشعار
مرسيدس-بنز شركة ألمانية تابعة لمجموعة ديملر كرايسلر الألمانية الأمريكية وكانت تعرف في السابق باسم ديملر-بنز والاسم التجاري الشائع لها هو مرسيدس.
أما شعارها الشهير والمتمثل في نجمة ثلاثية الأضلاع فقد قام بتصميمه جوكيت ديلمر حيث أرسل كرتاً بريدياً إلى زوجته وعليه نجمة تشير إلى موقع بيته في دويتش وقد علق على الكارت أن تلك النجمة قد ترتفع في يوم ما وتضيء أعماله، واعتمد أولاده الشعار للشركة للإشارة إلى قدرة محركاتها على الانطلاق على الأرض وفي الجو والبحر، وكان التسجيل الرسمي لها في عام 1909م. وتمت إضافة شعار بنز في عام 1926م ليشير إلى اتحاد الشركتين.
أما الحلقة المحيطة بالنجمة الثلاثية التي تستخدم اليوم فقد استخدمت للمرة الأولى في عام 1937م.
ما قبل التأسيس
ولد كل من جوتليب ديملر وكارل بنز جنوب ألمانيا وفي بلدتين متجاورتين، وكان كلاهما شغوفا بالآلات منذ الصغر، وفي عام 1886 قام كارل بنز ببناء عربة من ثلاث عجلات مجهزة بمحرك. كما بنى في عام 1893 عربة ذات أربع عجلات أطلق عليها اسم فيكتوريا. أما السيارة الأولى التي أنتجها فهي بنز فيلو وذلك في عام 1894 وشاركت في أول سباق مسجل للسيارات وهو سباق باريس رون، ثم تمكن بنز في عام 1895م من بناء شاحنته الأولى، وأسس شركة بنز.
وعلى الطرف الآخر قام جوتليب ديملر في عام 1886م باختراع سيارة تعمل بواسطة محرك احتراق داخلي، وأنشأ في عام 1890 شركة مساهمة باسم دايملر (AG) شارك معه فيها وليام مايباخ الذي أسس فيما بعد شركة باسمه نالت شهرة واسعة. ثم اندثرت الشركة وأحيت مرسيدس ذكراها بإنتاج أفخم طراز في تاريخها لمنافسة رولز رويس وهو Maybach مايباخ.
وعملت شركة دايملر على إنتاج المحركات بشكل تجاري لصالح الغير، وكان من بين عملائها شركة Peugeot وفي عام 1896ساهم رجل الأعمال النمساوي إيميل جيلينيك في تطوير الشركة بشكل كبير بمساندته لديملر في مشاريعه، حيث سعى إلى تشجيع صناعة السيارات وقاد دراجة دايملر البخارية وعربة بنز ثلاثية العجلات، وفي عام 1897 طلب جيلينيك من ديملر سيارة بمواصفات خاصة لتجربتها بعدما تشكك أصحاب الشركة في مدى صلاحية اقتراحه للتنفيذ بسبب خطورة هذه السرعة!! فحصل على الفايتون المزودة بمحرك 9 أحصنة ليصل بها إلى سرعة 40 كم-ساعة.
وفي عام 1899 دخل بسيارة Phoenix (فينكس) المزودة بمحرك 24 حصاناً سباقاً في رالي فرنسا وحقق الفوز بها، وباع في العام الأول ما يزيد عن الثلاثين نسخة منها.
وفي عام 1900 تقدم جيلينيك بعرض إلى ديملر يتضمن شراء 36 سيارة بقيمة 550 ألف مارك ذهبي، واشترط تسميتها باسم مرسيدس والحصول على حقوق التوزيع في النمسا والمجر وفرنسا والولايات المتحدة إضافة إلى حق إبداء الرأي في السيارات التي سيتم إنتاجها وتعديل ما يراه مناسبا. ولم يجد دايملر سببا يمنعه من قبول عرض جيلينيك ومنذ ذلك الحين بدأ اسم مرسيدس يبزغ كأحد إبداعات ديلمر الذي كان يتعاون مع رئيس مهندسيه وليام مايباخ فاخترعا المحرك رباعي الأشواط، مع العلم أن ديملر المعروف تاريخيا بأنه أبو السيارات المعاصرة لم يكن يحب قيادة السيارات بل يقال إنه لم يكن يعرف كيف يقودها أصلاً.
وفي 6 مارس من عام 1900 مات ديملر تاركاً السيطرة على شركته لرئيس مهندسيه، ثم ولديه اللذين أصبحا مديرين للشركة. وبعد أن لاقت مرسيدس شهرة واسعة و نجاحاً باهراً أصبحت Mercedes اسماً مسجلاً رسمياً في 23-6-1902م، ومن فرط فرحه بذلك قرر المستثمر الجريء جيلنيك تغيير اسمه إلى Mercedes-Jellinek وبذلك أصبح أول رجل في العالم يسمّى باسم ابنته!!
أنتجت مرسيدس سيارة جديدة أخف وأصغر بقوة تبلغ 35 حصاناً وبسرعة قصوى تبلغ 88 كم-ساعة فكان رد بنز على مرسيدس الجديدة إنتاج سيارة بارسيفيل 1903 بمحرك عمودي من اسطوانتين تبلغ سرعتها القصوى 61 كم-ساعة. ولأنهما قد أدركا الفوائد الكامنة وراء سباقات السيارات فقد شاركت كلتا الشركتين في العديد منها. ومع ذلك وحتى العام 1908 استطاعت ديملر أن تلقي بظلالها على بنز في ساحات السباق. ففي سباق جراند بريكس الفرنسي عام 1908 حصل بنز على المركزين الثاني والثالث خلف لوتنشلاجر الذي كان يقود سيارة مرسيدس.

الحرب العالمية الأولى والاندماج
مع بداية الحرب العالمية الأولى تحول مصنعا شركتي ديملر وبنز إلى مواقع إنتاجية للمواد الحربية، غير أنهما استأنفا إنتاج السيارات بعد انتهائها، وفي يونيو من عام 1926 كانت الأمور قد وصلت إلى ذروتها فتدخلت البنوك الممولة لشركات السيارات وضغطت لدمج العملاقين الألمانيين دايملر وبنز لتلافي الخسائر الفادحة فكان ذلك، وقد أدى الاندماج إلى تحسين أوضاع الشركة الجديدة حيث ارتفع إنتاج مرسيدس-بنز إلى 7918 سيارة عام 1927 كما تم البدء بإنتاج شاحنة مرسيدس-بنز التي تعمل بالديزل في نفس العام. وكانت أول سيارتين حملتا اسم مرسيدس-بنز هما كل من شتوتجارت ومانهيم. وفي عام 1928 تم إنتاج مرسيدس SS من قبل مرسيدس- بنز.
الجودة ومواكبة التقنية
ركزت مرسيدس-بنز على الجودة العالية والإنتاج بأحجام أصغر للسيارات الأقل سعراً، وحرصت على تكوين صورة مثالية للهندسة الفائقة والجودة العالية والخدمة، وأصبحت مرسيدس محط أنظار الأثرياء والمشاهير إلى جانب سيارات الليموزين، وتم إنتاج عدد من السيارات الرياضية الشهيرة فعلى سبيل المثال SSK التي أنتجتها مرسيدس بالتعاون مع شركة بورش والسيارة جولفينج 300SL عام 1954م. كما أنتجت سيارات أقل سعراً إذ تم إنتاج نماذج أولية من السيارة الشعبية فولكس فاجن بالتعاون مع شركة بورش، و130 H التي يوجد محركها في الخلف ولكنها لم تحقق أي نجاح.
واشتهرت منتجات الشركة بإدخال التكنولوجيا المتقدمة وخاصة أنظمة الحقن الإلكتروني والمكابح غير القابلة للانغلاق والعديد من الإمكانيات الفنية الأخرى. ومع ذلك فإن هذه الإمكانيات لا تعمل دائماً على النحو الصحيح فذات مرة وبعد تركيب نظام مكابح فعال في ما يزيد عن 60 ألف سيارة تمت استعادتها مرة أخرى من أجل تصحيح بعض المشاكل الفنية بها.
مرسيدس الثلاثينيات والسباقات
أطلقت مرسيدس-بنز سيارتها الأكبر والأكثر هيبة في ذلك الحين عام 1930م. وكانت 770 جروسر والتي تدار بمحرك ذو ثماني اسطوانات بحجم 7.6 لترات، ونجحت في السباقات، وفاز طراز W125 (سبالسرعة القصوى 200 ميل-ساعة) بسبع سباقات من أصل 13 سباقاً عام 1937م ليحل محله فيما بعد W154 وفي عام 1939 قامت مرسيدس-بنز ببناء سيارة سباق صغيرة مرسيدس-بنز V170 ذات محرك بثماني اسطوانات بغية الفوز بسباق تريبولي جي بي، وفازت به فعلاً. وكانت تلك السيارة هي التي أعطت الشركة إمكانية الاستمرار والتعافي من أوضاع الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 1952 عادت مرسيدس-بنز إلى عالم السباق من خلال السيارة الصغيرة مرسيدس 300 SL، التي فازت بسباق (لي مان) الذي تبلغ مدته 24 ساعة وسباق (بان أمريكانا)، وفي 4 يوليو 1954 عادت إلى سباق فورمولا ون حيث فازت بالمركز الأول بطراز بنز W196 وصادف ذلك اليوم فوز فريق كرة القدم الألماني ببطولة العالم لكرة القدم. وهيمنت مرسيدس على الجائزة الكبرى وعلى سباقات السيارات حتى اعتزال فريقها مع نهاية موسم 1955م كما كان مخططاً له في بداية تلك السنة. بالإضافة إلى ذلك وقوع كارثة لي مان عام 1955م، حيث اصطدمت السيارة مرسيدس-بنز 300 SLK بسيارة أخرى وقتلت 80 مشاهداً، وأدت إلى إلغاء العديد من السباقات في ذلك العام.
وقامت مرسيدس بإدخال بعض سيارات الليموزين الكبيرة في السباقات في الستينيات والسبعينيات. وفي سباق (ناردو هاي سبيد تراك) في جنوبل بإيطاليا نجحت السيارة الصغيرة المضغوطة الحجم W201 190 class والمزودة بمحرك 16 صماما والتي بنيت بواسطة (كوزورث) نجحت في تحطيم ثلاثة أرقام قياسية FIA عالمية في سباق استمر لمدة 201 ساعة و 39 دقيقة و43 ثانية قطعت خلالها 50 ألف كم بسرعة قدرها 247 كم-ساعة.
وفي عام 1994 تم الفوز في سباق أنديانا بوليس 500 بمحرك من مرسيدس كان يحتوي على العديد من المميزات.
وفي عام 1993 عادت مرسيدس إلى سباق فورمولا ون كصانعة لمحركات فريق F1 ساوبر بمحرك V10 تمت صناعته بواسطة إلمور. وفي عام 1995 انتقل المحرك مرسيدس- إيلمور F1 – V10 إلى ماكلارين بدلاً من البيجو.
وقامت مرسيدس بشراء شركة إيلمور عام 1996 وواصلت تصميم وبناء المحركات من أجل ماكلارين. وفي افتتاح سباق فورمولا ون 1997 قام دافيد كولتهارد بتحقيق النصر لفريق ماكلارين مرسيدس وبدأت بذلك حقبة جديدة من النجاح. كما تم الفوز بالعديد من السباقات في عامي 1998 و1999م. ومع ذلك فإن السنوات الأخيرة شهدت تراجعا لسيارات مرسيدس في السباقات حيث فازت فقط بأربعة سباقات على مدى ثلاث سنوات.
الدراجات الهوائية
أنتج فرع مرسيدس-بنز في أمريكا الشمالية عام 1996م دراجة هوائية متطورة لصعود الجبال، وبالرغم من التوقعات بأنها قد تبيع 250 وحدة منها خلال الأشهر الأربعة الأولى لكن الشركة تمكنت من بيع هذا العدد في غضون أسابيع. وتلائم دراجة الجبال الطرق المعبدة الجافة وهي مزودة بمكابح قرصية شبيهة بتلك المستخدمة في السيارة مما يجعلها تقف بسرعة دون أن تقفل على العجلات. وكل هذه التجهيزات في دراجة لا يزيد وزنها عن 11 كغم!
وهناك دراجة الاجتياز الرياضية الجديدة الأكثر ملاءمة للطرق المفتوحة وقد زودت بسبع مسننات داخل صرة العجلة الخلفية وبنظام تعليق كامل ومكابح قرصية في الأمام. وتم إنتاج نسخة خاصة من هذه الدراجة أطلق عليها (كارت) CART وبعدد لا يتجاوز 50 وحدة وبثمن يبلغ 5000 دولار.

قصة مرسيدس بنز 3

أطلب تمويل أو تجربة السيارة الأن

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


سيارات للبيع من أصحابها

مقالات ذات علاقة