"احتاج فقط المحرك والهيكل، لكني استطيع بناء كل جسم السيارة خلال اسبوعين او ثلاثة."

قلما يحتاج زبائن السيد داركو سيارة مرسيدس، وقلما يريدونه ان يصنعها من نقطة الصفر، لكن العديد منهم يأتون بسيارات وشاحنات وحافلات تعاني من اضرار قد تحكم عليها بالزبالة في اية بلاد أخرى.

أفارقة يصنعون لك مرسيدساً ! 3

لكن السيد داركو وأخرين مثله ينفخون الحياة في الهياكل المحطمة، ويعيدونها الى حالتها الاصلية تقريبا، بالنار والمطارق فقط.

والسيد داركو يدعا "مقوما" لأنه يقوم السيارات المعوجة، وهو واحد من 80 ألف ميكانيكي ومهندس وصانع تقليدي يشتغلون في "مخزن سوامي"، وهو حي صفيح يأوي تلك الصناعات، وربما الاكبر من نوعه في افريقيا.

ويعود اصل "مخزن سوامي" الى بدايات تاريخ مدينة كوماسي العريق في الصناعات المعدنية، وهي ثاني اكبر مدينة في غانا.

ومع مرور الزمن، تحول عدد متزايد من هؤلاء الصناع الى اصلاح السيارات، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية.
حرب اهلية

وفي بلد قد يثقل فيها شراء سيارة جديدة كاهل أي مواطن، يبين صناع "المخزن" ما الممكن عمله بشيء من الذكاء والمهارة وبضعة ادوات ميكانيكية.

ويمكن للمتبضعين في سوامي الاختيار من عدد هائل من قطع الغيار من السيارات والشاحنات والحافلات المحطمة والمتناثرة هنا وهناك.

اصلاح هذه الحافلة لا يتطلب الا اسبوعين في "مخزن سوامي"

ونظرا لانقسام ساحل العاج الى اثنين بسبب الحرب الاهلية، يتزايد عدد الوافدين على مخزن سوامي من النازحين الى بوركينا فاسو والنيجر ومالي، والذين يجدون فيه أول محطة لاصلاح سياراتهم.

ومن المختصين في تصليح المريدس بينز كينجسلي مينسا، وهو في هذه الحرفة منذ 30 عاما. ويأتي زبناؤه من كل غانا وبوركينا فاسو وساحل العاج.

وفي مكان قريب من مرآبه، يقول عطا سامويل من وسط حافلة محطمة: "أسبوعان كفاية لأصلحها واسلمها الى صاحبها كأنها جديدة."
"خبرة وسمعة"

وقد بنى كل حرفيي مخزن سوامي خبرتهم وسمعتهم بعدما بدأوا كصبين، فاللحام محمد آدمس، 21 سنة، العاكف على اصلاح عربة شاحنة بدأ حياته كصبي وعمره 11 عاما، وهو الآن "معلم" منذ 5 سنوات.

وتفد على هذه الورشة العملاقة اعداد متزايدة من شباب منطقة اشانتي الذين يبحثون عن عمل.

ويحلم صناع المخزن ومهندسوه بدعم حكومي لانشاء مصنع في كوماسي، حيث يمكنهم التعاون والتكامل، لكن بعض الغانيين لا يكنون لهم أي احترام، حيث يرون ان منتوجاتهم اقل جودة من السلع المستوردة، حسب قول جورج اوبينغ من جامعة كوامي نكروما.

ويقول اوبينغ: "حتى صناع ادوات الطبخ يواجهون حاليا منافسة قوية من المواد المستوردة الرخيصة، مما يدفعهم الى لتعاطي لبيع طع الغيار والتخلي عن اعمال التصليح شيئا فشيئا.

وما يتمنى اناس مثل داركو "المقوم" رؤيته مصنع يجمع كل المصلحين والصناع والمهندسين والصباغين .

أطلب تمويل أو تجربة السيارة الأن

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


سيارات للبيع من أصحابها

مقالات ذات علاقة