التفحيط والسرعة وقطع الإشارة !!

يعد التفحيط من المخالفات المرورية التي تزعج وتؤرق المسئولين والمواطنين على حد سواء حيث يصنف بالإضافة إلى السرعة الزائدة وقطع الإشارة من أخطر المخالفات المرورية التي تؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات وتنعكس آثاره السلبية على الاقتصاد الوطني , وأشارت إحدى الدراسات إلى أن التفحيط بدأ في الظهور بالمملكة في أوائل القرن الهجري الجاري كبداية فعلية أو ممارسة ملحوظة بالشوارع والساحات في عدد من مناطق المملكة، وازداد في السنوات الأخيرة , بينما أشارت إحدى الإحصاءات المرورية إلى ضبط 2153 حالة تفحيط خلال 3 أشهر .
أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان علي الدويرغات اعتبر ممارسة بعض الشباب التفحيط تعود إلى القصور في التربية والتوجيه والإهمال من قبل أولياء الأمور في متابعة أبنائهم وكذلك التفكير والسلوك اللاواعي من قبل الشباب أنفسهم مضيفا ان دوافع القيام بالتفحيط متعددة منها ما يتعلق بالمفحط نفسه ومنها ماهو مرتبط بالبيئة المكانية والاجتماعية المحيطة به ولعل ضعف الايمان يعد من أبرز هذه الدوافع حيث ان الكثير من الشباب والمراهقين الذين يمارسون التفحيط تنقصهم التوعية الدينية كما أن حب الظهور والشهرة من أهم الدوافع التي تدفع الشاب إلى ممارسة التفحيط طمعاً في تهافت المعجبين عليه إضافة إلى حب المغامرة لأن مرحلة المراهقة مرحلة تتميز بالميول النفسية تجاه ترسيخ الهوية واثبات الذات , ومن الدوافع الأساسية إلى ممارسة ظاهرة التفحيط الفراغ الذي يعيشه الكثير من الشباب والتسكع في الشوارع بلا هدف .
واضاف الدويرغات ان رفقاء السوء يمثلون عاملا رئيسيا ودافعا قويا يجعل الشاب يمارس التفحيط ويتعلق به وكذلك ضعف الرقابة الأسرية فبعض الآباء ينتهي دوره بشراء السيارة لولده فلا يكلف نفسه بمتابعة سلوك ابنه ومراقبته ومنعه من قيادة السيارة عندما يسيء استخدامها.
وبين الدكتور الدويرغات أن لوسائل الإعلام والألعاب الالكترونية دورا كبيرا في التأثير على سلوكيات الشباب من خلال نمط المطاردات والعنف التي تعرض في بعض القنوات أو ألعاب الفيديون , والكثير من الشباب لا يقدر نعمة السيارة ولا سيما إذا كان حصل عليها بسهولة دون تعب في ثمنها , فهناك حلول يمكن من خلالها الحد من انتشار ظاهرة التفحيط ومنها الحزم والشدة في التعامل مع المفحطين من خلال وضع أقصى العقوبات على المرتكبين لهذه الظاهرة واستغلال فترة الايقاف للمفحط في إعداد برامج توعوية تعرف المفحطين بأخطار التفحيط وإيراد نماذج حية لبعض المآسي والوفيات والإعاقات التي أصيب بها بعض ممارسي التفحيط لتكون لهم عبرة وعظة , ومن الحلول الممكنة لمواجهة التفحيط إعداد أماكن مخصصة للتفحيط يشرف عليها محترفون متخصصون في رياضة سباق السيارات.

عبدالله الخماس – الهفوف