إنضم لأكثر من 10M+ متابع

المربع نت – بينما تسير سيارات اوبر في شوارع مدينة “بالو ألتو” الأمريكية، وتتوسع تجارب الروبوتاكسي بقيادة شركات مثل وايمو وتسلا وزوكس، بدأت ملامح المستقبل تتضح لسائقي الأجرة التقليديين: سيارات ذاتية القيادة تحل تدريجياً محلهم. ومع اقتراب هذه التقنية من التحول إلى واقع عالمي، ودخول المملكة العربية السعودية على خط السباق بإطلاق أولى التجارب الفعلية للروبوتاكسي في شوارع الرياض.

يبرز السؤال: هل سنودع سائقي الأجرة بالفعل؟ وماذا يعني ذلك لمستقبل العمل والسلامة وربحية هذا القطاع الثوري؟

“تقارير المربع” هل سنودع سائقي اوبر؟ الروبوتاكسي تبدأ الانتشار وتغير مستقبل التنقل في العالم

وايمو تتصدر السباق.. ولكن بتكلفة باهظة

تعتبر وايمو، المملوكة لجوجل، من الشركات الرائدة في مجال السيارات ذاتية القيادة، حيث تسير حالياً بأكثر من 1,500 مركبة وتقدم أكثر من 250,000 رحلة مدفوعة أسبوعياً عبر خمس مدن أمريكية، متجاوزة بذلك حصة اوبر في بعض المناطق. ومن المتوقع أن تنقل نحو 20 مليون راكب هذا العام.

لكن هذا التوسع ليس رخيصاً. تكلف السيارة الواحدة نحو 150,000 دولار، وتعتمد وايمو على سيارات جاكوار I-Pace المجهزة بأجهزة استشعار متطورة. وتسعى الشركة الآن لتخفيض التكاليف من خلال تعاونها مع هيونداي وشركة Zeekr التابعة لجيلي الصينية، لإنتاج سيارات أقل سعراً. كما أطلقت منشأة جديدة في فينيكس بولاية أريزونا الأمريكية لرفع الإنتاج إلى “عشرات الآلاف” سنوياً.

تسلا وزوكس.. مقاربات مختلفة وتحديات متشابهة

في المقابل، تتبع تسلا نهجاً أقل تكلفة، حيث تعتمد على الكاميرات فقط بدلاً من الرادارات أو الليدار. وتخطط لطرح “سايبركاب” بسعر يقل عن 30,000 دولار، مع نموذج مشاركة شبيه بـAirbnb يمكن للعملاء من خلاله تأجير سياراتهم أثناء عدم استخدامها.

أما زوكس التابعة لأمازون، فتبني سياراتها من الصفر بلا مقود، وتطمح لإنتاج 10,000 سيارة سنوياً في منشأتها الجديدة. ورغم أن التكلفة أعلى من وايمو، تراهن زوكس على تقديم تجربة راقية ومستقرة. وتستهدف تشغيل سياراتها لمدة 16 ساعة يومياً، مقارنة بـ12 ساعة لسائقي اوبر البشر.

لكن لا تزال السلامة تمثل تحدياً كبيراً، خاصة بعد حوادث في خدمة تسلا التجريبية في أوستن. فبينما تصنَف تقنيات وايمو وزوكس عند “المستوى 4” في التصنيف العالمي، فإن تقنية تسلا “القيادة الذاتية الكاملة” لا تزال في “المستوى 2″، ما يتطلب تدخلاً بشرياً مستمراً.

الربحية في مهب الريح.. هل تكون الكلفة حجر العثرة الأكبر؟

رغم التقدم التقني، تبقى الجدوى الاقتصادية للروبوتاكسي غير واضحة. تقدر تكلفة بناء شبكة وطنية للروبوتاكسي في دول مثل أمريكا بحوالي 25 مليار دولار، مع افتراض أن تكلفة السيارة الواحدة تنخفض إلى 50,000 دولار. ويأمل المستثمرون أن تغري هذه الأرقام صناديق التقاعد وشركات العقارات الكبرى للاستثمار في الأسطول المستقبلي.

لكن لا تزال التكاليف التشغيلية والإدارية تشكل عبئاً ثقيلاً، حيث تصل تكلفة الكيلومتر الواحد مع وايمو إلى 11 دولاراً، مقارنة بـ8 دولارات فقط عبر اوبر. ويعتمد الربح على تقليل التكلفة لكل رحلة، من خلال تشغيل السيارات لساعات أطول وزيادة عدد السيارات التي يشرف عليها موظف التحكم عن بُعد الواحد.

وفي حين تخطط بعض الشركات للتوسع عبر شراكات، مثل تعاون وايمو مع اوبر في بعض المدن، تفضل تسلا المضي قدماً بمفردها. ويُتوقع أن يستقر السوق في النهاية على لاعبين رئيسيين اثنين أو ثلاثة فقط في كل مدينة، مما يجعل المنافسة شرسة جداً ويقضي على اللاعبين الصغار.


المملكة تدخل عصر الروبوتاكسي رسميًا مع جي أيه سي وWeRide

بينما تتسابق شركات التقنية الأمريكية على ريادة سوق الروبوتاكسي، بدأت المملكة العربية السعودية أولى خطواتها العملية نحو هذا المستقبل، عبر مبادرة نوعية من الهيئة العامة للنقل بالشراكة مع شركة WeRide الصينية المتخصصة في تقنيات القيادة الذاتية من المستوى الرابع، وبدعم من شركة الجميح للسيارات، وكيل علامة جي أيه سي في المملكة.

وتتضمن المبادرة تشغيل أول مرحلة تجريبية لسيارات أجرة ذاتية القيادة في الرياض، تشمل 7 مواقع رئيسية منها مطار الملك خالد الدولي ومناطق وسط المدينة، لمدة 12 شهرًا. وتعتمد المبادرة على سيارات جي أيه سي المزودة بمنصة معالجة قوية (NVIDIA DRIVE Thor)، لتحقق أداءً عاليًا حتى في درجات الحرارة التي تتجاوز 45 درجة مئوية، بدقة رؤية حاسوبية تتجاوز 98.7%.

سيارات اوبر الأجرة ذاتية القيادة وصلت الرياض

ومن المقرر أن يتمكن الركاب قريبًا من حجز رحلات الروبوتاكسي عبر تطبيق اوبر، في خطوة تؤكد التكامل بين الحلول التقنية العالمية والبنية التحتية السعودية. وتأتي هذه المبادرة في إطار رؤية المملكة 2030، التي تستهدف اعتماد 25% من وسائل النقل العام على تقنيات القيادة الذاتية، بما يعزز الاستدامة ويرتقي بجودة الحياة في المدن السعودية.

ختاماً.. مستقبل واعد لكن محفوف بالمخاطر

لا يزال الطريق طويلاً أمام الروبوتاكسي لتثبت جدواها تجارياً على نطاق واسع. ورغم توقعات المتفائلين بأن السلامة العامة ستتحسن بفضل السيارات الذاتية، إلا أن التأثير على سوق العمل قد يكون قاسياً. وبينما يأمل البعض أن توفر هذه التقنيات فرصاً جديدة، يرى آخرون أن الذكاء الاصطناعي بدأ فعلياً في قلب حياة البشر رأساً على عقب والقضاء على فرصهم في الكسب.

اقرأ أيضًا: جي أيه سي تتصدر مستقبل التنقل الذكي في المملكة عبر أولى مبادرات الهيئة العامة للنقل مع WeRide ووكيلها الجميح للسيارات.

شاهد أيضًا:

Image of ask section link

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


صور من المربع نت