المربع نت – في خطوة قد تُعيد تشكيل المشهد العالمي لصناعة السيارات، أعلنت الحكومة الصينية عن إجراءات شاملة لكبح فائض الإنتاج في قطاع السيارات، بعدما تسبب في حرب أسعار طاحنة داخلية وتراجع أرباح الشركات. هذه الإجراءات تعني أن المستهلكين – خاصة في الأسواق الخارجية مثل الخليج – قد يشهدون قريباً ارتفاعاً تدريجياً في أسعار السيارات الصينية، مع تحسّن واضح في جودتها.
الوصول السريع للمحتوى
الاعتراف الرسمي: الفائض الإنتاجي يهدد استقرار سوق السيارات الصينية
لأول مرة، تعترف السلطات الصينية بوجود فائض حاد في إنتاج السيارات، وهو أمر كانت تنفيه سابقاً. وجاء في تقرير رسمي صادر عن مجلس الدولة أن السوق المحلية تعاني من اختلال بين العرض والطلب، وسط منافسة “غير عقلانية” تُضرّ بالقطاع ككل.
الصين صنعت أكثر من 31.8 مليون سيارة خلال 2024، ما يمثل حوالي 43% من جميع السيارات التي تم بيعها حول العالم خلال العام الماضي!، منهم أكثر من 5 مليون سيارة تم تصديرها للأسواق العالمية، والمذهل هنا، أن السعة الإنتاجية للمصانع الصينية أكبر من ذلك بكثير، وقادرة على الوصول إلى 55 مليون سيارة سنوياً بسهولة وفق التقديرات الحكومية.

نقطة تحوّل: نهاية سياسة “السعر أولاً”
لسنوات، استفاد المستهلكون من انخفاض أسعار السيارات الصينية نتيجة المنافسة الحادة بين الشركات، خاصة داخل الصين، حيث باتت الشركات تركّز على الحفاظ على الحصة السوقية أكثر من تركيزها على الربحية. هذا التوجّه أدّى إلى تقليص هامش الأرباح، وتراجع الاستثمار في الجودة والتقنيات والابتكار.
الآن، تسعى الحكومة الصينية لعكس هذا المسار. ستبدأ السلطات بمراقبة أسعار البيع، وتكاليف الإنتاج، ومستوى الجودة، سعياً للوصول إلى سوق أكثر استدامة وأقل اعتماداً على سياسة “التصفية والتخفيضات”.
الرسالة من بكين: الجودة قبل الكمية
في ظل الرسوم الأوروبية والأمريكية الجمركية على السيارات الصينية، تُعيد الحكومة الصينية صياغة استراتيجيتها. إذ تُشجع حالياً على توسيع سلاسل الإمداد العالمية لتخفيف الضغط على المصانع المحلية، تماماً كما فعلت بي واي دي بفتح مصانع في تايلاند والمكسيك والبرازيل، إضافة إلى مصنعها الأوروبي في المجر.
هذا التحول يعني أن السيارات الصينية التي ستُطرح مستقبلاً في الأسواق – ومنها الخليج – قد تكون أغلى ثمناً لكنها أكثر تطوراً وجودة واعتمادية، مع تراجع الفوضى السعرية والممارسات التي كانت تُضعف ثقة بعض المستهلكين.
اقرأ أيضاً: الصين تُنقذ سيارات السيدان من الاندثار وتمثل نصف مبيعاتها عالميًا في 2024


اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول
