لماذا هجرت فولكس واجن واودي آلاف السيارات في مطار عسكري بصحراء موهافي الأمريكية؟

المربع نت – في مشهد بالغ الغرابة، تمتد آلاف السيارات من طرازات فولكس فاجن وأودي على امتداد الأفق في قلب صحراء موجافي بولاية كاليفورنيا الأمريكية. ليست هذه ساحة تخزين مؤقتة ولا قاعدة عسكرية مهجورة، بل هي أحد المواقع التي استخدمتها فولكس فاجن لتخزين السيارات التي سُحبت من الأسواق عقب فضيحة “ديزل غيت” الشهيرة.

السر وراء تخزين فولكس واجن لعشرات الآلاف من سياراتها في الصحراء

القصة تعود إلى عام 2015، عندما اكتشفت الجهات التنظيمية الأمريكية أن الشركة الألمانية العريقة زودت سياراتها ببرمجيات تتيح للسيارة اجتياز اختبارات الانبعاثات فقط أثناء الفحص، لكنها تتجاوز الحدود المسموح بها في ظروف القيادة الحقيقية. وبناءً عليه، اضطرت فولكس فاجن لاستدعاء حوالي 350 ألف سيارة داخل الولايات المتحدة وحدها، ضمن خطة شاملة تتضمن إما إعادة برمجة المحركات وبيعها مجددًا، أو تفكيكها وبيعها كقطع غيار، أو ببساطة تخزينها إلى أجل غير مسمى.

ولأن هذه الكمية الهائلة من السيارات بحاجة إلى مساحات ضخمة وغير مكلفة، اختارت الشركة عدة مواقع معزولة لتخزينها، أبرزها مطار عسكري مهجور في صحراء موجافي. المكان يتمتع بدرجات حرارة منخفضة للرطوبة، مما يقلل من احتمالية تلف الهياكل أو صدأ القطع المعدنية، إلى جانب انخفاض تكاليف الحراسة والمساحات مقارنة بالمدن أو المستودعات المغلقة.

وتظهر الصور التي التقطها بعض هواة التصوير الجوي خلال السنوات الماضية صفوفًا لا تنتهي من السيارات مصطفة بعناية في قلب الصحراء، بعضها ما زال جديدًا بطلائه اللامع، وبعضها يبدو كأن الزمن قد توقف عنده منذ لحظة توقيف المحرك.

لكن هذه السيارات ليست ميتة تمامًا. فالكثير منها أُعيدت برمجته لاحقًا لتتوافق مع معايير وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA)، وتم بيعها في مزادات عامة بأسعار أقل من السوق، بينما بقيت بعض النسخ الأخرى تنتظر مصيرها، ما بين التفكيك أو إعادة التصنيع أو ربما الشطب النهائي.

وحتى بعد مرور قرابة عشر سنوات على بداية الأزمة، لا تزال تبعاتها ماثلة أمامنا، سواء في الثقة المهتزة تجاه فولكس فاجن آنذاك، أو في هذا المشهد الرمزي لحقبة مظلمة من تاريخ صناعة السيارات.

اقرأ أيضاً: شيري على وشك الاستحواذ على مصنعين لفولكس واجن داخل ألمانيا