إنضم لأكثر من 10M+ متابع

المربع نت – في قلب الثورة الصناعية الثانية، وبين عوالم المحركات والدخان والمعدن، برزت أسماء لامعة لرجال لم يكونوا مجرد مهندسين، بل روادًا غيروا قواعد اللعبة.

حكايات في عالم السيارات: 6 مهندسين أمريكيين غيروا وجه صناعة السيارات

6 مهندسين أمريكيين غيروا وجه صناعة السيارات

وفي حكاية جديدة ضمن سلسلة حكايات في عالم السيارات، إليكم قصة 6 مهندسين أمريكيين غيروا وجه صناعة السيارات إلى الأبد، وحفروا أسماءهم في تاريخ السيارات بحروف من معدن.

هنري فورد من الحلم إلى خط الإنتاج

ليس هناك اسم أكثر شهرة في عالم السيارات من هنري فورد، مؤسس شركة فورد الأمريكية، وعراب فكرة “السيارة للجميع”، هو من أحدث ثورة حقيقية بصناعة السيارات.

ولد هنري فورد في عائلة أمريكية في عام 1863 بولاية ميشيجان، الأبن الأكبر لأسرته، بدأ العمل فى الزراعة مع والده منذ صغره بعد أن ترك دراسته في سن مبكر، وإلى جانب عمله في الزراعة كان يعشق الماكينات والآلات.

كان يقضي معظم وقت فراغه في ورشة صغيرة للآلات، وفي سن الـ15 بنى هنري أول محرك بخاري، وفي وقت لاحق أصبح متدربًا ميكانيكيًا في مصنع شركة Detroit Dry Dock Company.

استخدم فورد مفهوم خط التجميع لتخفيض الوقت من 12.5 ساعة إلى 93 دقيقة لتجميع سيارة “موديل T” واحدة من أهم السيارات في تاريخ الصناعة والتي ظهرت عام 1908، وتعد أول سيارة إنتاجية في العالم بالمصطلح الحال.

أتاحت فورد موديل T الفرصة لطبقات المجتمع المختلفة بتحقيق حلم امتلاك سيارة بسعر معقول، وهي السيارة التي فازت بجائزة أكثر سيارة مؤثرة في القرن العشرين بمسابقة سيارة القرن “Car of the Century.

بلغت مبيعاتها 16.5 مليون سيارة، وفي 1927 أنهى فورد إنتاج موديل T وبدأ حقبة جديدة مع موديل A.

لويس شيفروليه السائق الذي بنى علامة خالدة

عندما نتحدث عن شفروليه، تتجه الأذهان فورًا إلى السيارات الأمريكية القوية والعريقة، ولكن وراء هذا الاسم، يقف رجل لم يولد في أمريكا، بل حمل شغفه من جبال سويسرا إلى شوارع ديترويت، وهو لويس شفروليه.

وُلد شفروليه في عام 1878 في سويسرا، وأبدى شغفًا مبكرًا بالميكانيكا والدراجات الهوائية، وبدأ عمله كميكانيكي شاب قبل أن تهاجر عائلته إلى فرنسا ثم كندا، وأخيرًا إلى الولايات المتحدة في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر.

لم يكن شيفروليه مجرد ميكانيكي؛ فقد أصبح واحدًا من أبرز سائقي السباقات في أوائل القرن العشرين، وقد شارك في سباقات مشهورة مثل (إنديانابوليس 500، وفلوريدا بيتش).

في عام 1911، تحالف شيفروليه مع ويليام دورانت، الذي أُجبر على مغادرة شركة جنرال موتورز، وقررا معًا تأسيس شركة جديدة تحمل اسم شفروليه، وقد كان أول إنتاج للشركة سيارة شفروليه كلاسيك سكس – الفئة C بمحرك 6 سلندر بقوة 40 حصانًا.

الأخوان دودج وقوة الصناعة الأمريكية

في بدايات القرن العشرين، كانت ديترويت تموج بالطموح والنفط والحديد، وهناك في قلبها، بزغ نجم اثنين من أمهر العقول الصناعية، هما الأخوان جون وهوراس دودج، واللذان ولدا في ستينات القرن التاسع عشر.

لم يكونا فقط صانعي سيارات، بل بناة أعمدة متينة لما ستُعرف لاحقًا بـ قوة الصناعة الأمريكية، حيث أظهرا اهتمامًا مبكرًا بالميكانيكا و بدآ حياتهما المهنية في ورش تصنيع المعادن والمحركات، وفي عام 1901، انتقلا إلى ديترويت وأسسوا شركة الأخوان دودج.

في عام 1903، وقع الأخوان دودج عقدًا لتزويد شركة فورد بالمحركات وأنظمة القيادة، ولم تكن هذه شراكة عادية، فقد صمما أجزاء رئيسية من أول سيارة فورد موديل T، وامتلكا 10% من أسهم شركة فورد، وبفضل هذه الصفقة، أصبحا من أغنى الصناعيين في ديترويت.

في عام 1914، قرر الأخوان تصنيع سيارات كاملة وهي دودج موديل 30، وقد كانت سيارة متقدمة في وقتها ذات محرك 4 سلندر وهيكل فولاذي بالكامل، على عكس السيارات الخشبية الشائعة آنذاك، وقد تميزت سيارات دودج بـ القوة والتحمل والتصميم البسيط والفعال.

حكايات في عالم السيارات: 6 مهندسين أمريكيين غيروا وجه صناعة السيارات 11

ديفيد بويك الرائد الذي سبق عصره

ولد ديفيد بويك في اسكتلندا عام 1854، وهاجر مع عائلته إلى ديترويت في طفولته، وقبل أن يفكر في السيارات، كان رائدًا في مجال السباكة، وهو ما جعله ثريًا في عمر مبكر، لكنه كان يرى المستقبل في شيء آخر وهو المحركات.

أسس شركته Buick عام 1899، وركز على تطوير محركات متقدمة، وابتكر أول محرك بـ صمام علوي Overhead Valve، ولسوء الحظ، لم يكن بويك رجل أعمال ناجحًا بقدر كونه مهندسًا مبدعًا؛ حيث أرهقته تكاليف البحث والتطوير ماليًا، مما اضطره إلى طلب دعم مالي من المستثمر ويليام دورانت.

وفي عام 1908 قام دورانت بتأسيس شركة جنرال موتورز وجعل بويك ركيزتها الأولى، بعد أن باع ديفيد بويك حصته وخرج من شركته مبكرًا.

والتر كرايسلر المُرمم العظيم

ولد كرايسلر عام 1875 في ولاية كنساس الأمريكية، وبدأ مسيرته المهنية كـ ميكانيكي للقطارات، وأظهر شغفًا لا يُضاهى بالآلات، جذبته صناعة السيارات الناشئة، فـ التحق بشركة بويك عام 1911، ونجح في تحويلها إلى واحدة من أكثر العلامات ربحية داخل مجموعة جنرال موتورز.

في عالم المال والصناعة، كان والتر كرايسلر بمثابة المُرمم الذي يعيد الحياة للعلامات المحتضرة، فبعد أن تولى إدارة بويك ضمن مجموعة جنرال موتورز تركها، وفي عام 1920 تولى كرايسلر إدارة شركة ماكسويل موتورز، وهي شركة متعثرة، وبعد عامين فقط، قام بتحويلها إلى شركة Chrysler Corporation، التي أطلقت أول سيارة لها عام 1924.

إيلون ماسك مهندس الثورة الرقمية

حين نذكر إيلون ماسك، لا نتحدث فقط عن مؤسس شركة سيارات، بل عن شخصية فريدة قلبت الطاولة على صناعة عمرها أكثر من 100 عام، رجل جعل من السيارات الكهربائية حلمًا واقعيًا، ومن الخيال العلمي مشروعًا يُباع في صالات العرض.

مهندس الثورة الرقمية، الذي قاد تسلا من لا شيء إلى قمة صناعة السيارات الحديثة، ماسك الذي ولد في عام 1971 في بريتوريا بجنوب أفريقيا، أظهر عبقرية مبكرة في البرمجة حيث طور لعبة فيديو بنفسه في سن 12 عامًا.

هاجر إلى الولايات المتحدة في بداية التسعينيات، وفي عام 2004 استثمر في تسلا موتورز، وأصبح مديرها التنفيذي، وأطلق أول سيارة كهربائية حقيقية للأفراد وهي سيارة تسلا رودستر، ومن ثم تسلا موديل S وموديل 3.

من فورد إلى ماسك، هؤلاء الرجال لم يصنعوا سيارات فقط، بل أعادوا تعريف التنقل، والإنتاج، والتفكير في المستقبل، وفي كل حقبة، جاء مهندس ليقود ثورة، ويترك أثرًا لا يمحى على الطرق وعلى العقول، فمن سيكون الاسم القادم في هذه السلسلة؟.

اقرأ أيضًا: حكايات في عالم السيارات.. “نزاع اودي وحب آدم أوبل لصوفيا الثرية” تاريخ مؤسسي أهم شركات السيارات الألمانية

شاهد أيضًا:

المصدر: 1,2,3,4

Image of ask section link

اشترك بالقائمة البريدية

احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول


صور من المربع نت