المربع نت – عالم التاكسي داخل صناعة السيارات يتغير بسرعة غير مسبوقة. لم يعد الأمر مجرد سيارات سيدان صفراء أو أسطول ليموزين فاخر في المطارات، بل تحوّل إلى ساحة تجارب ضخمة تجمع بين السيارات الكهربائية، والموديلات الفاخرة المجهزة للنقل الخاص، والمشاريع الاستعراضية لحلبات السباق، وصولاً إلى المركبات الذاتية بالكامل.
كل شركة اليوم لديها رؤيتها الخاصة عن “تاكسي المستقبل”. بعضهم يدفع بقوة نحو التاكسي الكهربائي والروبوتاكسي، وبعضهم يقدم نسخاً خاصة للنقل الفاخر والحلبات، وآخرون يحولون سياراتهم إلى منصة تجارب لخدمات النقل الذكي.
في هذا التقرير نستعرض أهم مشاريع التاكسي حول العالم، وكيف يمكن أن تنعكس على سوق الخليج خلال السنوات القادمة.
الوصول السريع للمحتوى
تيسلا وروبوتاكسي المستقبل. مشروع ضخم… لكن التحديات التقنية والتشريعية أضخم
تيسلا تعتبر مشروع الروبوتاكسي حجر الأساس في خطتها المستقبلية. الشركة تؤمن أن سيارات الأجرة ذاتية القيادة ستكون أكبر مصدر دخل لها خلال العقد القادم، أكثر بكثير من بيع السيارات نفسها.
بدأت الشركة بالفعل اختبار النسخة الأولى من الروبوتاكسي داخل عدة ولايات أمريكية، مع منصة تشغيل تديرها تيسلا بالكامل، مشابهة لفكرة أوبر لكنها تعتمد على سيارات ذاتية القيادة. السيارة ستكون بلا عجلة قيادة وفق التصاميم الأولية، ومعتمدة على نظام القيادة الذاتية FSD الذي ما زال تحت التطوير.

لكن رغم جراءة الفكرة، إلا أن الطريق ليس سهلاً: تحديات الموافقات الحكومية، أنظمة السلامة، والتأمين ما زالت عقبات ضخمة. ومن المتوقع أن يكون سوق الخليج، وتحديداً الإمارات والسعودية، من أوائل الأسواق المرشحة للحصول على الروبوتاكسي عند إطلاقه، نظراً للبيئة التشريعية الأكثر مرونة وترحيباً بالتجارب المستقبلية.
جدير بالذكر أن السعودية وافقت مؤخراً على إطلاق تجربة التاكسي الذاتي بالكامل في شوارع الرياض في 7 مناطق مختلفة، مع اختيار سيارات جي أيه سي لتقود هذه الخطوة الجريئة تمهيداً لتطبيقها بشكل أوسع في مدن المملكة خلال الأعوام القادمة.
تاكسي جينيسيس… الفخامة على طريقة الحلبات

جينيسيس تدخل سباق التاكسي من زاوية مختلفة تماماً. العام الماضي كشفت عن نسخة مخصصة من G70 تعمل كسيارة تاكسي داخل حلبة نوربورغرينغ.
الفكرة ليست نقل ركاب بالمعنى التقليدي، بل تقديم تجربة أداء فائقة تشبه “تاكسي الحلبة” الشهير في ألمانيا، لكن بتوقيع علامة فاخرة. هذه النسخة أثبتت أن جينيسيس قادرة على تقديم قوة، وصلابة شاسيه، وتجهيزات لم تكن تُربط سابقاً بالعلامة.
شاهد أيضاً:
ورغم أن المشروع نفسه لن يصل للإنتاج، إلا أنه يوضح استعداد جينيسيس لتقديم نسخ فاخرة مخصصة للنقل الخاص في المستقبل، حيث يُمكن أن تظهر فئات ليموزين معدلة للنقل السياحي والمطارات.
مرسيدس وبي إم دبليو. تاكسي تقليدي… لكن بتقنيات المستقبل
مرسيدس هي الاسم الأكثر ارتباطاً بالتاكسي في أوروبا، ولا تزال شركات عديدة تعتمد فئات اي كلاس وV-Class كأسطول نقل رسمي. الجديد هو دخول مرسيدس في شراكات مع شركات تطوير القيادة الذاتية مثل Torc لتقديم فانات كهربائية وشبه ذاتية معدة للنقل الجماعي.

اقرأ أيضاً: “تقارير المربع” انهيار فئة البيك أب الكهربائية.. لماذا فشلت أمريكا في كهربة رمزها الأيقوني؟
الهدف هو تحويل السيارة من “وسيلة نقل” إلى “خدمة تشغيلية” تعمل ضمن منظومات المدن الذكية.
أما بي إم دبليو، فقد بدأت بالفعل إدخال سياراتها الكهربائية والهجينة ضمن أسطول تاكسي تجريبي في الصين وألمانيا. الفكرة هنا ليست ثورية مثل تيسلا، لكنها عملية: سيارات جاهزة، موثوقة، ويمكن تشغيلها فوراً دون تعديلات كبيرة.
مشاريع نيسان ورينو. التاكسي الحضري الذكي
مشروع Easy Ride من نيسان ورينو واحد من أقدم مشاريع النقل الذكي في آسيا. سيارات صغيرة، كهربائية، ذاتية جزئياً، تعمل كتاكسي داخل المدن اليابانية في مناطق محدودة.
القوة الحقيقية للمشروع أنه قابل للتوسّع بسرعة، وهذا يجعل الخليج، وخاصة مشروع نيوم، وجهة محتملة لاعتماد الخدمة خلال السنوات القادمة.
الصين… حيث الروبوتاكسي أصبح واقعاً وليس مشروعاً

الصين تجاوزت مرحلة “التجارب” منذ سنوات. شركات مثل Baidu وWeRide تشغّل فعلياً أساطيل روبوتاكسي في مدن كاملة، وبعض المناطق لا يُسمح فيها حتى بوجود سائق داخل السيارة.
السيارات الكهربائية الصينية، بتكلفتها المنخفضة وتطورها التقني، تجعل هذه الخدمات قابلة للتصدير، والخليج يعتبر من أوائل الأسواق التي قد تستقبل النسخ التجارية.
تاكسي الخليج… إلى أين
من الواضح أن الخليج سيكون ضمن أهم ساحات اختبار هذا المستقبل، وهذه أبرز السيناريوهات المحتملة:
الإمارات قد تصبح أول دولة خارج آسيا وأمريكا تشغّل روبوتاكسي على نطاق واسع، بينما السعودية قد تعتمد على مشاريع نقل ذكي ضخمة داخل نيوم، وقد ترى خدمات ذاتية من شركات صينية أو أمريكية خلال سنوات قليلة.
من المتوقع أن يبدأ التحول إلى الأساطيل الكهربائية قبل 2030، خصوصاً في دبي والرياض، كما أن شركات فاخرة مثل جينيسيس ومرسيدس مرشحة لتقديم أسطول تاكسي فاخر للمدن الرئيسية.
التاكسي الطائر… قفزة قد تغيّر قواعد اللعبة في دبي

بعيداً عن السيارات، تتجه دبي ونيوم إلى مرحلة أكثر جرأة: التاكسي الطائر. دبي أعلنت أكثر من مرة عن خطط فعلية لإطلاق خدمة مركبات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائي، بالتعاون مع شركات مثل Joby Aviation وArcher المدعومة من كبار شركات السيارات وعلى رأسهم تويوتا.
الفكرة واضحة: تجاوز الازدحام الأرضي تماماً، باستخدام مسارات جوية قصيرة تربط نقاط رئيسية مثل دبي مارينا، داون تاون، والمطار، بزمن لا يتجاوز 10 إلى 15 دقيقة. هذا النوع من الخدمات قد يغيّر مفهوم النقل داخل المدن جذرياً، خصوصاً في منطقة ذات نشاط سياحي وتجاري ضخم مثل دبي.
التحول ليس بعيداً كما يبدو. السعودية أعلنت خططاً مشابهة داخل نيوم، والإمارات تمهد للبنية التحتية الخاصة بمهابط الإقلاع والهبوط، إضافة إلى دمج الخدمة ضمن منظومة النقل المتكاملة في المستقبل.
الخلاصة أن مشاريع التاكسي اليوم أصبحت مساحة تنافس شديدة بين شركات السيارات واستعراض لأحدث التقنيات في المجال. كل علامة تريد تقديم نسختها الخاصة من “نقل المستقبل”، سواء كان ذاتياً، كهربائياً، فاخراً، أو مخصصاً للحلبات، أو حتى في الهواء!






اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول
