المربع نت – بعد أشهر من المفاوضات المكثفة، توصّلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري جديد من المتوقع أن يترك أثراً بالغاً على مختلف القطاعات الاقتصادية، وعلى رأسها قطاع السيارات. وقد أدى الإعلان عن الاتفاق إلى موجة تفاؤل في الأسواق العالمية، فيما يُعد هذا التطور استكمالاً لصفقة مشابهة تم التوصل إليها مؤخراً بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واليابان بشأن الرسوم الجمركية.
الوصول السريع للمحتوى
صناعة السيارات الأوروبية تنجو من حرب تجارية شاملة مع ترامب
كان ترامب قد هدّد بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 30% على واردات الاتحاد الأوروبي، في حال لم يتم التوصّل إلى اتفاق قبل الأول من أغسطس، لكن المفاوضات الأخيرة مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أسفرت عن اتفاق نهائي على فرض رسوم بنسبة 15% فقط على معظم السلع الأوروبية، بما في ذلك السيارات.
ويمثّل هذا الاتفاق انفراجة نسبية لصناعة السيارات الأوروبية التي كانت تواجه رسومًا أمريكية تجاوزت 25%، الأمر الذي ضغط بشدة على صادراتها إلى السوق الأمريكي، خاصة بالنسبة لعلامات مثل أودي وبي إم دبليو ومرسيدس التي لا تملك مصانع في الولايات المتحدة وتعتمد على التصدير المباشر.
مكاسب للطرفين.. واستثمارات أوروبية ضخمة في أمريكا
الاتفاق لا يقتصر على خفض الرسوم، بل يشمل التزاماً من الاتحاد الأوروبي بشراء نفط وغاز ووقود نووي وأشباه موصلات من الولايات المتحدة بقيمة 750 مليار دولار خلال ثلاث سنوات، إضافة إلى استثمار 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، تتضمن صفقات عسكرية كبرى. كما أوضحت فون دير لاين أن الاتفاق يشمل إلغاء الرسوم تماماً على الطائرات وقطع الغيار، وبعض المواد الكيميائية والدوائية والمنتجات الزراعية والموارد الطبيعية.
من جانبه، وصف ترامب الاتفاق بأنه “أكبر صفقة تجارية تم توقيعها على الإطلاق”، مؤكداً على أهميته الاستراتيجية والاقتصادية.

تفاصيل مؤجلة ورسوم ما زالت قائمة
ورغم التقدم الكبير، لا تزال هناك بعض الملفات العالقة، إذ لم يتّفق الطرفان بعد على مصير الرسوم البالغة 50% على الصلب والألمنيوم. وتُطرح فكرة استبدال هذه الرسوم بنظام حصص، لكن القرار النهائي لم يُحسم بعد. كما أفادت وكالة رويترز أن الاتحاد الأوروبي وافق على تخفيض الحواجز غير الجمركية على السيارات وبعض المنتجات الزراعية، إلا أن تفاصيل هذا البند لا تزال قيد النقاش.
صحيح أن رسوم الـ15% أقل بكثير من النسبة التي كان من الممكن أن تُفرض، إلا أنها تظل مرتفعة مقارنة بمتوسط الرسوم السابق البالغ 4.8% قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وبالتالي، فإن التحديات أمام صناعة السيارات الأوروبية لم تنتهِ، لكنها على الأقل حصلت على فسحة من الوقت لإعادة ترتيب أوراقها ومواصلة الضغط من أجل اتفاقات أفضل.
اقرأ أيضاً: ارتفاع صاروخي في أسهم شركات السيارات اليابانية بعد إعلان ترامب عن خفض الضرائب الجمركية
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول
