المربع نت – في عام 2022، أعلنت رينو وجيلي عن تأسيس شركة جديدة تحمل اسم Horse Powertrain بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية، الغرض الرئيسي منها تطوير وبناء محركات الاحتراق الداخلي ونواقل الحركة.
بعد عامين فقط أصبحت الشركة الجديدة ثالث أكبر مُصنّع للمحركات في العالم، وتسعى لانتزاع الصدارة العالمية بحلول عام 2035.
التحالف يراهن على صمود محركات الاحتراق الداخلي لأعوام طويلة قادمة، وقد رأينا بالفعل علامات واضحة على ذلك مؤخراً، حيث تباطأ التحول نحو الكهرباء مع تراجع الدعم الحكومي في أمريكا وتزايد الضغوط من الشركات الأوروبية ضد حظر بيع سيارات البنزين والديزل في أوروبا بحلول 2035.
استراتيجية ذكية من رينو وجيلي.. بينما الآخرون يتراجعون
تتبنى شركة Horse رؤية مختلفة عن معظم صانعي السيارات الذين انشغلوا بالتحول الكهربائي الكامل. فهي تعرض نفسها كمورّد شامل للمحركات التقليدية والهجينة ومحركات المدى الممدد في السيارات الكهربائية.
ووفقاً لتحليل رويترز، تستهدف الشركة تحقيق إيرادات سنوية تبلغ 15 مليار يورو بحلول عام 2029، أي بزيادة 80% عن 2024، وصرح الرئيس التنفيذي للشركة ماتّياس جيانيني: “شركات السيارات لا تستطيع أن تفعل كل شيء بنفسها.. نحن هنا لمساعدتها”.
اليوم، تدير شركة هورس التابعة 17 مصنعاً للمحركات وناقلات الحركة كانت تتبع سابقاً لرينو وجيلي وفولفو، بينها ثمانية مصانع في الصين، ما يمنحها توازناً فريداً بين الخبرة الأوروبية وحجم الإنتاج الصيني.
شاهد أيضاً:
نصف السيارات في 2040 ستحتاج لمحركات احتراق داخلي
تنتج الشركة حالياً أكثر من 8 ملايين محرك وناقل حركة سنوياً لـ15 علامة تجارية من بينها رينو، داسيا، فولفو، نيسان، ميتسوبيشي، ومرسيدس، وتعمل على نحو 100 مشروع جديد تشمل سيارات الركاب والمعدات الصناعية والبحرية والطائرات المسيرة.
ويتوقع رئيس الشركة أن تكون 50% من السيارات الجديدة كهربائية بالكامل بحلول عام 2040، لكن ذلك يعني أن النصف الآخر سيظل بحاجة لمحركات هجينة أو تقليدية.
ويضيف: “دعوا شركات السيارات تركز على انتقالها نحو الكهرباء، بينما نساعدها نحن على توفير محركات هجينة عالية الكفاءة”.
اقرأ أيضاً: رينو كليو 2026 الجيل الجديد ينطلق بتصميم أكثر جراءة وتقنيات هايبرد متطورة
جدير بالذكر أن كلا من رينو وجيلي تمتلكان 45% من الشركة، بينما تستحوذ أرامكو السعودية على 10%، في إشارة إلى دخول لاعب طاقة عالمي لدعم تطوير الوقود المتقدم وتقنيات المحركات منخفضة الانبعاثات.
ويتوقع محللون أن يوفر هذا التحالف لرينو وحدها 2 مليار يورو في تكاليف تطوير المحركات بحلول 2030 بفضل الاعتماد على Horse بدلاً من التطوير الداخلي.
الواقع الحالي يشير بوضوح إلى أن الطريق نحو التحول الكهربائي الكامل سيكون أطول وأكثر تعقيداً مما كان يُعتقد، فبينما تواجه شركات مثل بورش وفيراري وستيلانتس تباطؤاً في مبيعات سياراتها الكهربائية، تبدو استراتيجية رينو وجيلي أكثر واقعية: تأمين مستقبل الطاقة المزدوجة عبر الجمع بين الكفاءة التقليدية والتقنيات الحديثة.
ومع نمو متوقع في سوق السيارات الهجينة ومحركات البنزين الداعمة للبطاريات الكهربائية في سيارات المدى الموسع، فإن Horse Powertrain قد لا تكون مجرد رهان مرحلي، بل أحد أذكى الاستثمارات الصناعية في العقد القادم.





اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول
