
المربع نت-شهدت السنوات الأخيرة انتشاراً واسعاً للسيارات الكهربائية في المملكة العربية السعودية، خاصة مع رؤية 2030 التي تدعم التحول نحو النقل المستدام. لكن وراء هذه التقنية المتطورة تكمن تحديات فيزيائية مهمة، أبرزها وزن البطارية وتأثيره على أداء السيارة. فالبطارية في السيارات الكهربائية الحديثة تشكل جزءاً كبيراً من الوزن الإجمالي، مما يؤثر بشكل مباشر على التسارع والفرملة والتحكم العام في السيارة. هذا الوزن الإضافي يتطلب من المهندسين إعادة التفكير في تصميم السيارة بالكامل لضمان توازن مثالي بين الأداء والأمان والراحة.
الوصول السريع للمحتوى

وزن البطارية: الأرقام والحقائق

البطارية في السيارات الكهربائية ليست مجرد مصدر للطاقة، بل هي أثقل مكون في السيارة بأكملها. تتراوح أوزان بطاريات السيارات الكهربائية الحديثة بين 400 إلى 700 كيلوغرام تقريباً، وهو ما يعادل وزن خمسة إلى سبعة أشخاص بالغين.
أمثلة عملية من السوق:
- تسلا موديل 3: تزن البطارية حوالي 480 كيلوغرام
- فورد F-150 لايتنينغ: تصل البطارية إلى 650 كيلوغرام تقريباً
- نيسان ليف: البطارية تزن حوالي 300 كيلوغرام في النسخة القياسية
هذا الوزن الكبير يمثل حوالي 25-30% من الوزن الكلي للسيارة، وهي نسبة كبيرة مقارنة بمحرك الاحتراق التقليدي الذي يزن 150-200 كيلوغرام فقط.
شاهد أيضا:
التأثير على التسارع: معادلة القوة والكتلة
رغم الوزن الإضافي الناتج عن البطارية، تتمتع السيارات الكهربائية بتسارع مذهل. السبب يكمن في قدرة المحركات الكهربائية على توفير عزم الدوران الكامل فوراً، على عكس محركات البنزين التي تحتاج إلى وقت للوصول لأقصى قوة.
العوامل المؤثرة على التسارع:
- قوة المحرك الكهربائي تعوض الوزن الإضافي بشكل كبير
- توزيع الوزن المنخفض يحسن من ثبات السيارة أثناء التسارع
- تقنية الدفع الرباعي في معظم السيارات الكهربائية المتطورة تعزز الأداء
على سبيل المثال، تسلا موديل S بلايد تتسارع من 0 إلى 100 كم/س في أقل من ثانيتين، رغم وزنها الذي يتجاوز 2,100 كيلوغرام.
اقرأ أيضا: عناوين محطات شحن السيارات الكهربائية في السعودية وأمور عليك معرفتها
التأثير على الفرملة: التحدي الأكبر

الفرملة هي المجال الأكثر تأثراً بوزن البطارية. فكلما زاد وزن السيارة، زادت الطاقة الحركية التي يجب تبديدها عند الفرملة، مما يضع ضغطاً أكبر على نظام الفرامل.
التحديات والحلول:
- مسافة الفرملة تزيد بنسبة 10-15% مقارنة بالسيارات التقليدية المماثلة
- استخدام أقراص فرامل أكبر حجماً وأكثر تطوراً
- نظام الفرملة التجديدية يساعد في تقليل الاعتماد على الفرامل التقليدية
- إطارات مصممة خصيصاً لتحمل الوزن الإضافي وتوفير قوة احتكاك أفضل
الفرملة التجديدية تحول الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية تعاد إلى البطارية، مما يقلل من تآكل الفرامل ويحسن الكفاءة بنسبة تصل إلى 70%.
مركز الثقل المنخفض: الميزة الخفية
رغم أن البطارية تضيف وزناً كبيراً، إلا أن موقعها في أرضية السيارة يخلق ميزة فريدة. هذا التصميم يخفض مركز الثقل بشكل كبير، مما يحسن الثبات والتحكم، خاصة في المنعطفات والمناورات السريعة.
الفوائد العملية:
- تقليل احتمالية الانقلاب بنسبة تصل إلى 50%
- تحسين التوازن أثناء القيادة على السرعات العالية
- استجابة أفضل للمناورات المفاجئة
التأثير على القيادة والتحكم: توازن دقيق
وزن البطارية لا يؤثر فقط على التسارع والفرملة، بل له تأثير كبير على قدرة السائق على التحكم في السيارة، خاصة عند المنعطفات والمناورات السريعة. السيارات الكهربائية أثقل بحوالي 200-300 كيلوغرام من نظيراتها التقليدية، وهذا الوزن يحتاج إلى معالجة هندسية دقيقة.
تحديات التحكم في المنعطفات:
عند الدخول في منعطف بسرعة عالية، يحدث ما يُسمى بـ”الانتقال الجانبي للوزن”، حيث يميل وزن السيارة نحو العجلات الخارجية. في السيارات الكهربائية، الوزن الإضافي يزيد من هذا الميل، مما قد يؤدي إلى فقدان الثبات إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. الإطارات تتحمل ضغطاً أكبر، وقد تصل إلى حد قدرتها على الالتصاق بالطريق بشكل أسرع من السيارات الأخف وزناً.
لحل هذه المشكلة، يستخدم المصنعون تقنيات متقدمة مثل أنظمة التحكم الإلكتروني بالثبات المحسّنة، ونظام توزيع عزم الدوران بين العجلات بشكل ديناميكي. هذه الأنظمة تراقب حركة السيارة مئات المرات في الثانية وتتدخل فوراً لمنع الانزلاق أو فقدان السيطرة.
مزايا التوزيع المركزي للوزن:
رغم التحديات، فإن موقع البطارية في وسط السيارة يخلق ميزة فريدة. التوزيع المتوازن للوزن بين المحاور الأمامية والخلفية يحسن من استجابة المقود ويجعل السيارة أكثر قابلية للتنبؤ في سلوكها. سيارات مثل بورشه تايكان وأودي e-tron استفادت من هذا التصميم لتقديم تجربة قيادة رياضية رغم الوزن الكبير.
الإطارات ونظام التعليق: عناصر حاسمة
لكي تتعامل السيارة الكهربائية مع الوزن الإضافي للبطارية بكفاءة، يجب تطوير الإطارات ونظام التعليق بشكل خاص. الإطارات المصممة للسيارات الكهربائية تحتوي على نسبة أعلى من السيليكا لتقليل مقاومة الدوران، لكن هذا يأتي على حساب قوة الالتصاق قليلاً.
مواصفات خاصة للسيارات الكهربائية:
- إطارات بجدران جانبية أقوى لتحمل الوزن الإضافي
- نظام تعليق أكثر صلابة بنسبة 15-20% مقارنة بالسيارات التقليدية
- مخمدات صدمات متطورة تتكيف مع ظروف القيادة المختلفة
- قضبان مضادة للالتفاف أكبر حجماً لتقليل ميلان الهيكل
هذه التعديلات ضرورية للحفاظ على الراحة دون التضحية بالأداء. السيارات الحديثة مثل BMW i4 تستخدم نظام تعليق هوائي قابل للتعديل يمكنه تغيير خصائصه حسب نمط القيادة المختار.
الخلاصة
تشير التقارير ان وزن البطارية يمثل تحدياً هندسياً كبيراً، لكن مصنعي السيارات الكهربائية طوروا حلولاً ذكية ومبتكرة للتعامل معه. التسارع المذهل يأتي من القوة الفورية للمحركات الكهربائية التي تعوض عن الوزن الإضافي، بينما تتطلب الفرملة أنظمة متطورة وتقنية تجديدية فعالة. أما من حيث التحكم والقيادة، فإن الموقع المنخفض والمركزي للبطارية يوفر ثباتاً استثنائياً يفوق في بعض الحالات السيارات التقليدية الأخف وزناً.
مع التطور المستمر في تقنيات البطاريات، مثل بطاريات الحالة الصلبة التي تعد بأن تكون أخف بنسبة 30-40%، نتوقع سيارات كهربائية أكثر كفاءة وخفة في المستقبل القريب. هذه التطورات ستجعل السيارات الكهربائية أكثر جاذبية وأماناً على طرقات المملكة، وستساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 نحو نقل
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول















