
المربع نت – بعد بداية قاسية للغاية في 2025، تحوّل هذا العام من كابوس لتيسلا إلى واحد من أكثر الأعوام إثارة في تاريخ أسهم الشركة.
فبعد هبوط حاد بنسبة 36% في الربع الأول، وهو أسوأ أداء للسهم منذ 2022، عادت تسلا بقوة إلى الصعود، لتسجل أعلى مستوى في تاريخها في البورصة عند 489.88 دولار للسهم في تداولات هذا الأسبوع.
ويعني ذلك أن قيمة تيسلا السوقية ارتفعت بشكل يصعب تصديقه إلى نحو 1.63 تريليون دولار، ما يعادل 6.1 تريليون ريال، لتصبح سابع أكبر شركة مدرجة في العالم، خلف إنفيديا وآبل وألفابت ومايكروسوفت وأمازون وميتا. أما ثروة إيلون ماسك الشخصية، فقد وصلت إلى نحو 684 مليار دولار، متقدماً بفارق هائل عن أقرب منافسيه.

أسباب الارتفاع الصاروخي لأسهم تيسلا
الشرارة الأخيرة جاءت من تصريحات إيلون ماسك، الذي كشف أن تيسلا بدأت اختبار سيارات ذاتية القيادة بالكامل في مدينة أوستن بولاية تكساس، دون وجود أي ركاب أو سائقين احتياطيين داخل المركبات، وذلك بعد قرابة ستة أشهر من إطلاق برنامج تجريبي كان يعتمد على مشرفين بشريين للسلامة.
هذا الخبر أعاد إحياء الرهان الأكبر لدى المستثمرين المتفائلين، وهو أن تيسلا ستنجح أخيراً في تحويل سياراتها الكهربائية الحالية إلى أسطول روبوتاكسي عبر تحديثات برمجية فقط، دون تغييرات جذرية في المعدات.
شاهد أيضاً:
لكن الصورة ليست وردية بالكامل. أنظمة القيادة الذاتية التي يتم اختبارها حالياً ما زالت محدودة النطاق، ولا تزال تحيط بها أسئلة كبيرة تتعلق بالسلامة والتنظيم والقوانين، خاصة مع توسّع الاختبارات إلى مدن أخرى مثل سان فرانسيسكو مستقبلاً.
أغرب عام في تاريخ تيسلا
العام الحالي كان متقلباً لتيسلا بكل المقاييس. الشركة دخلت 2025 وهي في وضع سياسي يبدو داعماً، مع تولي ماسك دوراً رسمياً في إدارة الرئيس دونالد ترامب، وقيادته لإدارة خفض البيروقراطية الحكومية. لكن هذا الارتباط السياسي، إلى جانب تصريحات ماسك المثيرة للجدل ودعمه لشخصيات سياسية متطرفة في دول مختلفة، أشعل موجة رفض لدى شريحة من المستهلكين، انعكست سلباً على صورة العلامة التجارية والمبيعات.

في الربع الأول، سجلت تسلا تراجعاً بنسبة 13% في التسليمات، وانخفاضاً بنسبة 20% في إيرادات قطاع السيارات. أما الربع الثاني، فرغم صعود السهم، استمرت الضغوط على المبيعات، مع تراجع إيرادات السيارات بنسبة 16%.
النقطة الفارقة جاءت في النصف الثاني من العام. ففي أكتوبر، أعلنت تسلا عن نمو بنسبة 12% في إيرادات الربع الثالث، مدفوعة بإقبال المستهلكين في الولايات المتحدة على شراء السيارات الكهربائية قبل انتهاء الحوافز الضريبية الفيدرالية في نهاية سبتمبر. خلال تلك الفترة، قفز السهم بنحو 40%.
اقرأ أيضاً: رئيس فورد “مصدوم” بعد تفكيك السيارات الصينية وموديلات تيسلا
رغم ذلك، لا تزال التحديات قائمة. انتهاء الإعفاءات الضريبية، واستمرار الجدل حول ماسك، والمنافسة الشرسة من شركات تقدم سيارات كهربائية أرخص أو أكثر جاذبية مثل بي واي دي وشاومي في الصين، وفولكس واجن في أوروبا، كلها عوامل تضغط على أداء تسلا خارج سوق الأسهم.

حتى النسخ الأرخص من موديل Y وموديل 3 التي طرحتها الشركة في أكتوبر لم تنجح حتى الآن في إنعاش المبيعات في الولايات المتحدة أو أوروبا. في السوق الأمريكي تحديداً، تشير بيانات Cox Automotive إلى أن هذه الفئات الأرخص قد تكون سحبت الطلب من النسخ الأعلى سعراً، ما ساهم في هبوط مبيعات تسلا في نوفمبر إلى أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات.
ورغم كل هذه البيانات السلبية، ما زالت بعض المؤسسات المالية ترى مستقبلاً مشرقاً لتيسلا. بنك ميزوهو رفع هذا الأسبوع السعر المستهدف للسهم إلى 530 دولاراً، ما يعني اقتراب الشركة من حاجز الـ 2 تريليون دولار، مشيراً إلى أن التحسن الملحوظ في نظام القيادة الذاتية قد يسرّع توسع خدمات الروبوتاكسي في أوستن وسان فرانسيسكو، وربما يقلل الاعتماد على المشرفين البشريين في وقت أقرب من المتوقع.
اشترك بالقائمة البريدية
احصل على أخبار وأسعار السيارات أول بأول



















